"أزمة خطيرة تلوح بالافق" تحذيرات و مخاوف في إيران

222 مشاهدة
04:13 - 2025-01-10
دولي

الداعي نيوز / تقارير

تسببت السياسات المتبعة من قبل الحكومات الايرانية منذ نهاية الحرب العراقية الايرانية ولغاية عام 2021 والتي  كانت تحث على تقنين النسل والحد من الانجاب في تغير المعدلات العمرية والتركيبة السكانية للايرانيين وانخفاض حاد في الخصوبة، فبعد ان كان المجتمع الايراني ذو صبغة شبابية اصبح اليوم اغلبه من المتقدمين في السن، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الحكومة الإيرانية التي اصبحت تسعى وتشجع على زيادة نسبة الولادات في البلاد.

محمد محمودي مدير المعهد الوطني للبحث السكاني اشار وفقا لما اوردته وكالة إرنا الايرانية الرسمية، ان نسبة الشيخوخة باتت تزيد بخمس مرات عن وتيرة نمو المجتمع السكاني الايراني والذي يبلغ تعداده نحو 86 مليونا .

ففي 2021، كان السكان البالغة أعمارهم 60 عاما وما فوق يمثلون حوالى 11% من السكان، لكن من المتوقع أن تزيد هذه النسبة بثلاث مرات بحلول 2050 لتصل إلى ثلث السكان، وفق تقرير للأمم المتحدة نشر عام 2023.

وزير الداخلية إسكندر مؤمني حذر في كانون الأول/ديسمبر بأنه "في ظل هذا التوجه، ستكون البلاد أمام أزمة خطيرة في المستقبل" مشيرا إلى أن عدد السكان قد يتراجع بأكثر من النصف خلال السنوات الـ75 المقبلة.

تقارير مختصة ذكرت ان الحكومة الايرانية عكست سياسة تشجيع الانجاب التي كانت قد تبنتها خلال فترة حربها مع العراق"1980-1988" والتي شهدت بسببها فورة ولادات، في وقت كانت البلاد تكافح لإعادة بناء اقتصادها.

علي اكبري"مواطن ايراني" قال: ان العيش في العاصمة لم تكن تجربة جيدة بسبب النظام التربوي السيء والوضع الاقتصادي الكارثي"، فيما أوضح شاهو صبار أستاذ العلوم العالمية في جامعة طهران أن الأزمة "لم تبدأ بصورة مفاجئة" لكن "الناس بدأوا يشعرون بوطأتها خلال العقد الماضي".

ورأى صبار أن العواقب على المدى البعيد قد تكون "كبيرة" وتراوح من تقلص اليد العاملة إلى انخفاض النمو الاقتصادي.

السلطات ضاعفت مؤخرا الجهود لتشجيع الزواج والإنجاب، فأقرت تحفيزات مثل القروض العقارية المنخفضة الفائدة والمساعدات المالية والرعاية الصحية المجانية للأمهات والأطفال.
وفي 2021 أطلقت إيران تطبيقا للتعارف وفق التقاليد الإسلامية هدفه إقامة "زيجات تدوم" للشبان.
وفي السنة ذاتها، أصدرت الجمهورية الإسلامية قانونا يجرم استخدام وسائل منع الحمل ويحظر عمليات التعقيم ويفرض قيودا صارمة على فحوص الكشف عن الأمراض الوراثية خلال الحمل.
ورأت زهرة أن هذا الإجراء الأخير له مفعول رادع موضحة "أشعر حاليا بقلق كبير من أن يولد طفلي مصابا بتشوهات وراثية".
الا ان هذه الحوافز إما يصعب جدا تطبيقها، وإما ضعيفة جدا بالمقارنة مع كلفة تربية طفل، حسب ماذكره مواطن ايران، مضيفا: أن مفعول التدابير الحكومة يبقى "محدودا"، معتبرا أن على الحكومة "إحلال بيئة ملائمة أكثر" ولا سيما من خلال تشجيع الادخار والاستثمار.

اختيار المحررين