مَنْ يضمد جراح العراقيين ؟

12:12 - 2021-05-05
حيدر المندلاوي

الداعي نيوز | مقالات 

ثمانية عشر عاما والصراع محموم، يلهثون وراء السلطة بعناوين شتى، مذهب وطائفة وعرق وعصابة هنا وسلاح خارج عن كل قوانين الإنسانية والأرض هناك. 

وللقارئ أن يتعرف على هؤلاء من نظرة سريعة على المقدمة، صراع على الغنائم مذ سقوط الصنم وحتى مطلع الحزن في مستشفى ابن الخطيب،  يلهثون ويلهث خلفهم شعبهم، جوعا وخوفا وبطشا.. يتسارعون نحو "الخمط"، ما استطاعوا اليه سبيلا،  وكأن الوطن مساحة عقارية سجلت بأسمائهم، وهم حفاة، وقد تناسوا حينما كانوا يقتاتون على فتات الدول التي آوتهم من جوع وخوف أيام حقبة الدكتاتور . 

أفلا يعقلون؟ هؤلاء أيها السادة ساسة العراق، بل عرابو خراب العراق.. فمنذ عام 2003 وحتى لحظة كتابة هذا البوح الممزوج بحزن وعتب عراقي لم يبنوا مستشفى يليق بالعراقيين ولم يرمموا شارعا إلا ساعة الحاجة الى اصوات انتخابية تبقيهم على قيد العقود و"البوگ"،  ولم يضعوا حتى استراتيجية تعليم تواكب حتى افقر دول الجوار حضارة وتاريخا. 

نفطنا دولارات في جيوبهم وان فاض اشعلوه حرائق في قلوب العراقيين كي يبقى الوطن خائفا يلوذ بحظر التجوال، وقلة الرزق، ويبقى الانسان العراقي خارج دائرة اسماعهم وكأن في آذانهم وقرا.

أيها السادة.. النيران صديقة، وكل ما نحن عليه اليوم من بؤس وحرمان ونقص في الخدمات والتعليم والارزاق والعيش المر، جراء سياسات من تصدوا للسلطة منذ اختار العراق الديمقراطية بديلا عن الدكتاتورية، فكانت كلتاهما أشد وامر . 

لن ينهض العراق الا بصحوة ضمائر ودماء جديدة واعية داعية الى وطن يحفظ كرامة ابنائه ويضمد جراحهم.. تلك الدماء بيننا لكنها كالجنود المجهولين، يحاربون بالكلمة وهي سلاحهم حتى بحت اصواتهم، لم لا نجلس أمامهم ونستمع اليهم، لم لا نأخذ بأيديهم، ليصعدوا سلم الخدمة لا سلم التسلط والتعالي، فالعراق ولّاد، ولن ينظر من جديد خلفه ليرى اولئك الفاسدين يتشدقون بشرف لا وجود له، وعلينا أيضا ان نمضي لنصحح  ونؤسس لمرحلة اخرى تحفظ ارواح وكرامة ودماء العراقيين، فلا مناص من هذا. 

افعلوها أيها العراقيون مرة واحدة وضعوا أصابعكم على الجرح قبل أن تضعوها في المحبرة وأزيحوا سواد من تسيّد بلا حق فاسدا ومحتكرا الوطن لأهله وعشيرته ومن والاه... أفعلوها وحسب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين