قرط هاريس وأذن ترمب
04:27 - 2024-09-24
حمزة مصطفى
الداعي نيوز / مقالات
فاز دونالد ترمب (الرئيس السابق والمرشح الحالي للرئاسة الأميركية) بالقاضية على منافسه الرئيس الحالي جو بايدن خلال المناظرة التي جمعتهما خلال شهر حزيران الماضي. ترمب الذي يقف مؤيدا له عميد "زناكين" العالم إيلون ماسك كاد أن يفقد حياته بعد تعرضه لمحاولة إغتيال خلال شهر تموز الماضي. إستفاد بلاشك من تلك الحادثة لفترة من الزمن لكن الأمور سرعان ما إنعكست سلبا عليه عندما قرر الحزب الديمقراطي إجبار بايدن المتعثر وكثير زلات اللسان على الإستقالة وترشيح نائبته كاميلا هاريس للمنصب. خلال المناظرة الأخيرة التي جمعت ترمب وهاريس الأسبوع الماضي كانت الأذن حاضرة هذه المرة أيضا لكن ليس أذن ترمب بل أذن هاريس, هاريس التي أعلنت المغنية تايلور سويفت الوقوف الى جانبها. رفع ترمب الضماد الطبي الأبيض الذي وضعه الأطباء على أذنه بعد محاولة إغتياله بعد تشافيه تماما وشعور حملته الانتخابية إن الأذن التي يقول عنها شاعرنا العربي بشار بن برد وكان أعمى "تعشق قبل العين أحيانا" قد أدت دورها في الحملة بالضد من منافسه العليل النحيل ذي الأداء الهزيل بايدن الذي يصدق عليه وصف شاعرنا العربي المتنبي "كفى بجسمي نحولا إنني رجل .. لولا مخاطبتي اياك لم ترني".
تعقدت الأوضاع بمجرد ترشيح هاريس رسميا بدلا من بايدن مع أن هاريس هندية الأصل سمراء اللون تعد بالمقاييس التقليدية لتوصيف الزعامات في الولايات المتحدة الأميركية من "سياسيي الصدفة" مثلما هو المصطلح الدارج بشأن العملية السياسية في جمهورية جزر القمر. لايختلف ترمب كثيرا عنها لجهة كونه من خارج المؤسسة التقليدية بالقياس الى سياسي عريق ومخضرم مثل بايدن. مشكلة بايدن الذي أصبح عضوا في الكونغرس الأميركي مطلع سبعينات القرن الماضي تكمن في أحكام العمر التي لها تداعياتها على الإنسان أيا كان سياسيا أم ملاكما أم فنانا. خروج بايدن من السباق أدى الى تغيير قواعد الإشتباك تماما. الآية إنقلبت لصالح هاريس بعد أن كانت لصالح ترمب حيث يتعين عليهما حسم ماتسمى "الولايات المتأرجحة" التي تحسم في الغالب نتيجة الصراع والتنافس بين المرشحين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ترمب الذي حاول تسويق محاولة إغتياله كثمن واجب الدفع من أجل الوصول الى الرئاسة للمرة الثانية سرعان مابدأ يتراجع حيال أداء هاريس المتصاعد مع الإستمرار في إتباع سياسة الإنكار المتمثلة دائما في عدم الإعتراف بالهزيمة والإنتصار الدائم حتى حلت كارثة المناظرة الأخيرة التي. يمكن القول أن المناظرة إنتهت بالنقاط لصالح هاريس التي لفتت الأنظار لا بضحكتها المجلجلة بسبب أو بدون سبب بل بالقرط الذي كان يزين أذنها. الغرابة ليست في القرط كونها إمراة بل فيما بدا وكإن هناك لاقطة بيضاء تملي عليها من وراء الكواليس ماتقول وما لاتقول. الأميركان وإن كانت تهمهم نظرية المؤامرة توقفوا عبر السوشيال ميديا بقصة القرط هذا لكنهم سرعان ماتجاوزوها مثلما تجاوزوا أذن ترمب للبحث فيما هو أهم بالنسبة لهم لاسيما القضايا الداخلية مثل الهجرة والإجهاض والضرائب. هذه المفردات هي التي تنوء بحملها الآن البطة العرجاء وصولا الى تشرين الثاني القادم حيث موعد الإمتحان الذي يكرم فيه المرء أو يهان.
آخر أخبار
-
في الكوت .. شاب يقدم على قتل والده وأخته ويصيب والدته بجروح خطيرة
10:35 - 2024-10-09
محلي -
محذرة المخالفين .. المرور تصدر توجيهات لأصحاب المركبات ذات اللوحات القديمة
10:33 - 2024-10-09
محلي -
التعاون الخليجي يوقع عقد تنفيذ الربط الكهربائي مع العراق
07:48 - 2024-10-09
محلي -
توفي القبطان خلال الرحلة.. طائرة تركية تهبط اضطرارياً بنيويورك
02:54 - 2024-10-09
دولي