دراما السياسيين الرمضانية
09:06 - 2024-03-28
حمزة مصطفى
الداعي نيوز / مقالات
نحن الجيل القديم كان أقصى ما نفكر بمشاهدته في رمضان على مستوى متعة مابعد تناول الأفطار هي "فوازير نيللي" لمن لايزال يتذكرها. حقا كانت من أحلى مايكون أيام لم يكن التنافس على أشده بين الفضائيات حيث لاتوجد فضائيات بعد إنما قنوات وطنية محلية كان لنا منها أيام ذاك قناتان .. 7 و9. ثم تطورت البرامج والفعاليات ودخلنا عالم المسلسلات فكان عادل إمام هو بطل الشاشة الأوحد في رمضان لا ينافسه سوى يحيى الفخراني وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز وليلى علوي التي أطلقنا على سيارة تشبهها ببغداد قبل جيل الجي كلاس والرانج روفر والتاهو وأخواتها. كان علينا الإنتظار أكثر من عقدين من الزمن على الأقل قبل أن ينفجر الفضاء وتفرخ الفضائيات ومحتوياتها الراقية والهابطة التي راحت تحتل صفحات مايسمى مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) فتم إختزال برنامج تلفزيوني من ساعة تلفزيونية بمقطع أو مقطعين لايتعدى كل منهما دقيقتان أو ثلاث يشمرهما المعد أو المقدم أو المنتج في فضاء التواصل ليشتعل الفضاء وتشتغل رحمة الله.
بعد عصر الفوازير إنتقلنا الى الدراما وبالذات الكوميديا التي تتنافس فيها الآن الفضائيات التي تتقن مخاطبة الجمهور بعد مدفع الإفطار لنبلغ الذروة في ساعات المساء المتقدمة قبيل السحور حيث تتسابق نفس الفضائيات التي تضحكنا بعد الإفطار على السياسيين حيث تبدأ دراما من نوع مختلف تماما. فلقد إختلف الأمر على صعيد كيفية محاورة السياسيين وكيفية إثارتهم من أجل المزيد من كشف الأسرار والفضائح حتى تبلغ الأمور أحيانا ذروة الفضيحة والورطة معا. وحيث أن الإنتشار لم يعد محصورا بعدد متابعي القناة بل أن القناة نفسها بدأت تتأثر بما تتمكن من بثه من مقاطع مثيرة للسياسيين ممن تتم محاورتهم, فإن الرسائل تصل الى متلقيها. السياسيون يقولوا مايريدون أن يفعلون والفضائيات تريد أن تثبت حضورها الرمضاني حيث التنافس يكون على أشده في هذا الشهر الفضيل. وبالقياس الى عدد المشاهدات واللايكات والتعليقات التي يحصل عليها أي مقطع سواء كان منقول كاملا أو مجتزأ من حوار كامل يتم تقييم أهمية البرنامج وإنتشار القناة ومايترتب على ذلك من رعاية وإعلانات.
الدراما التي كانت ولاتزال تحتل الصدارة خلال شهر رمضان هي الكوميديا والتاريخ فقد أضيفت اليها وعلى مستوى التنافس الفاعل هي الدراما السياسية إن جاز أو صح التعبير. فإذا أردنا معرفة كم المعلومات التي لايمكن الحصول عليها من هذا السياسي او ذاك فإنه يتعين علينا إنتظار شهر رمضان الذي يتحول البرنامج السياسي الى أشبه عملية تنويم مغناطيسي يبوح به السياسيون بما لم يمكن أن يبوحوا به في أي وقت آخر خارج رمضان على كثرة اللقاءات في بقية الشهور. ولأن الفضائيات كثيرة والبرامج السياسية كثيرة هي الأخرى فإن السياسيين باتوا كثر وصناعة النجوم باتت من القضايا التي يحتاجون اليها لتسويقهم إنتخابيا لذلك يقبلون دعوة الفضائيات لأجراء شتى أنواع الحوارات التي تجمع بين ماهو شخصي وعام طالما يصب في مصلحة الزعيم أو من يروم أن يصبح زغيما أو ممن يريد العودة الى الواجهة بعد ما ركنته الأيام جانبا. رمضان فرصة ربما لاتتكرر العام المقبل لاسيما لمن يقترب من سياسيي الجيل الأول من .. الفتحة الرابعة.
آخر أخبار
-
إنهاء تكليف "علي المؤيد" من رئاسة الإعلام والاتصالات وتكليف المهندس محمد عبد الله
02:43 - 2025-02-04
محلي -
علي حصني يوقع للزوراء قادما من الكرمة
02:41 - 2025-02-04
محلي -
مع غلق سوق الانتقالات الشتوية.. تعرف على ابرز صفقات الاندية الاوروبية
02:40 - 2025-02-04
دولي -
رونالدو يكشف سبب رحيله عن الريال
02:28 - 2025-02-04
دولي