أين "ضرب الدهر" بالمفكرين الثلاثة؟
![](https://image.aldaaenews.com/root/root/images/202582024_hamza.jpg)
09:50 - 2023-11-02
حمزة مصطفى
الداعي نيوز / مقالات
في اعقاب سقوط جدار برلين عام 1989 ومن بعده سقوط الاتحاد السوفياتي أوائل تسعينات القرن الماضي احتفل اثنان من كبار مفكري الغرب بما اطلق عليه الأول "نهاية التاريخ " وأسماه الثاني "صراع الحضارات". مات صموئيل هنتنغتون صاحب نظرية صدام او صراع الحضارات دون ان يشهد لاحقا تداعيات ماحصل لاطروحته التي بدت وكإنها أحد فتوح السياسة والفكر والأستراتيجيات الحديثة عند أول نشرها مقالة في "الفورين بوليسي" عام 1993 وتطويرها لاحقا على شكل كتاب شغل مراكز الأبحاث والدراسات قرابة عقد ونصف من الزمان. أما صاحب فكرة أو أطروحة "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" المفكر الأميركي من أصل ياباني فرانسيس فوكاياما لايزال على قيد الحياة يؤلف المزيد من الكتب ويطرح المزيد من الأفكار بينما عاد التاريخ الى ماقبل مابشر بنهايته و"إنخبصت" به شأن أستاذه هنتنغتون مراكز الأبحاث والدراسات وصناع السياسات في الغرب والشرق معا. ففيما عد هنتنتغون أن الصراع القادم بعد إنتصار الرأسمالية وهزيمة الماركسية هو عند حدود الحضارات والثقافات وحدد سياق ذلك الصراع مع تركيز على الإسلام بوصفه الخطر الأخضر القادم بعد زوار الخطر الأحمر المتمثل بالشيوعية وتوابعها, فإن فوكاياما إختزل نهاية التاريخ بهزيمة الشيوعية والماركسية بسقوط جدار برلين ونهاية الإتحاد السوفياتي حيث لم يعد على قيد البقاء سوى الأنسان الرأسمالي طبقا لتلك الرؤية الإختزالية.
الوقائع والأحداث والتطورات اللاحقة أطاحت بأفكار فوكاياما ومن قبله هنتنغتون حيث تسرعا في تجرع ما عداه "كأس عسل" الإنتصار الإستراتيجي. بعد نحو عقد من السنوات عاد الإتحاد السوفياتي من الشباك عبر روسيا ومن بقي من حلفائها السابقين بعد أن أخرجه ميخائيل غورباتشوف من الباب مانحا مفكرين من وزن فوكاياما وهنتنغتون المزيد من جرعات الأمل التي لم تستمر طويلا مثلما قدرا وتوقعا. عادت روسيا عبر القيصر ضابط الكي جي بي السابق فلاديمير بوتين الذي سرعان ماقضم شبه جزيرة القرم وبقيت شهيته مفتوحة على جورجيا ولاحقا أوكرانيا. وعلى صعيد الحرب بين موسكو وكييف فقد شاء القدر أن يقود روسيا ضابط مخابرات متمرس وشرس الطباع بينما يقود أوكرانيا ممثل كوميدي صنعت منه صواريخ الغرب والته العسكرية جنرالا بثوب فاقع اللون وبلا نياشين مصطحبا أينما يذهب أمراته الجميلة واقفا خلفها منتظرا دوره في السلام على ضيوفها و..ضيوفه.
وبين موت الأفكار والنظريات التي بشر بها هنتنغتون تحت وطأة ماجرى من تحولات وحروب لاحقة التي لم تغير حدود الصدام بين الحضارات على أساس الثقافات بل بقي على حاله بل ويشهد المزيد من الإستقطاب حتى داخل الثقافة الواحدة والحضارة الواحدة بل والقارة الواحدة, فإن فوكاياما بقي ينظر الى المسرح الذي تجري فيه حروب الغرب الذي إنتمى اليه بعد أن تخلى عن أسيويته مع كل مافي هذا الغرب من أزمات بينية في وقت تتقدم الصين الشيوعية الإشتراكية على مقربة من بلده القديم اليابان على طريقتها لتنافس إن لم تتفوق على كل ما زرعته الرأسمالية طوال قرنين من الزمن وشاهدها معها وهو الحزام والطريق فضلا عن إقتصاد بات الثاني بعد أميركا وينافس على المرتبة الأولى ربما بعد زمن ليس بعيد.
لا اعرف إن كان لدى فوكاياما رأي بما يجري الآن في منطقتنا بعد طوفان الأقصى والحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة لكن الصحفي الأميركي توماس فريدمان الذي قرع رؤوسنا بالتنظير للعولمة منذ أوائل التسعينات من القرن الما ضي عبر كتابيه "العالم مسطح " و"الليكزس وشجرة الزيتون" بدا "دائخا" مؤخرا وهو يكتب المقال تلو المقال عن حرب غزة عادا مايجري بمثابة إنتحار لإسرائيل ناصحا نتيناهو أن "يصير عاقل" بعد فوات الأوان. في الواقع أن لفريدمان رؤى مختلفة عن سابقيه لإنه تمكن من إستيعاب المتغيرات حتى بدا إنه يغير جلده عند كل منعطف مستفيدا من كونه صحفيا وكاتبا بارزا لعمود يومي في كبريات صحف الغرب "نيويورك تايمز" سيما تلك التي حصلت فيما بعد وبدا إنها كما لو كانت أطاحت عولمته بعد أن إكتسحت الوسائط الإعلامية والمنصاتية الحديثة ومن خلال عباقرة غربيين أيضا لم يكن يتوقعهم أمثال مارك كوزمبيرغ واليون ماسك. بعد ماسك وكوزمبيرغ وجوزيف بيسوس دخلنا عصر "وادي السيلكون" بدلا من الوقوف على أطلال شركة ميكروسوفت التي أطلقها العبقري الأول والثري الأول في العالم طوال التسعينات بيل غيتس قبل أن يتراجع مركزه وقدراته. غيتس الذي لم "يكايش" مع من تلاه من مبتكرين وعمالقة أفكار وثروات فإنه وبعد أن إمتلأت أظافره بالطحين وعند نهايات خريف العمر قرر الإنفصال عن زوجته ميلندا تاركا لها ثروة ومؤسسة تلعب من خلالها بالمليارات لعب بينما إختار هو طريقا آخر "لتطرية شيباته" مع موظفة من إحدى شركاته لا لشئ بل لكي يتسلى بما بقي لديه من عمر وأموال في متابعة أحوال مرضى الأيدز والطاعون في أفريقيا على أمل أن يسجل شيء في .. ميزان حسناته.
آخر أخبار
-
بعد اعلان ترامب استئناف حملة "الضغط القصوى " … الريال الايراني عند ادنى مستوى له على الاطلاق
07:37 - 2025-02-05
دولي -
الانواء الجوية تحذر : لا تسافروا براً
07:35 - 2025-02-05
محلي -
ترامب يلغي الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران
05:21 - 2025-02-05
دولي -
"إن بي سي نيوز" : واشنطن تخطط لسحب جميع قواتها من سوريا
05:14 - 2025-02-05
دولي