لم ولن يُحرق القرآن

05:46 - 2023-07-03
صلاح السعدي

الداعي نيوز/ مقالات


التعريف الفطري للقران هو انه كلام الله وكلام الله نور متجلٍ كحياة في آيات قوامها سموات وارض ومابينهما وهذا ما قراه الرسل جميعهم من لدن ادم عليه السلام الى يومنا هذا قرأوه بمسهم له وانفطارهم عليه وولادتهم الى معناه ونموهم واتصفاهم بصفاته ومؤكد ان هذا القران لايصله الجاهل والمتخلف والمدنسة نفسه بالشيطان فكيف لمن لا يصله ان يحرقه وهو اصلا معانٍ لاتحرق ؟


إلا ان من افرغ القران من روح الله وحياته هو من وجد اثر القران ككلام مزبور في قرطاس ردده دون روح فحرق مسامع المتلقي واغلقها عن فقه ما جاء به الله بحياته الدائمة القائمة والمطابقة لاثر الرسل عليهم الصلاة والسلام ومنهم نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه واله والذي كان يقرأ كل شيء من معنى الله ولخص ما يحياه به بكلام نوراني حمل به هذا المعنى للسائلين ليدعوهم اليه فيلتحقوا بركبه لينتبه من يستجيب منهم منصتا الى كل اية حوله على انها تقرير رباني من قران الهي ازلي هو مبتغى كل عابد لو علم ما يعبد له .

اما من ورث  هذا الكلام النوراني كلفظة دون الروح وردده على هواه فقد خرج عن حد اتباع الرسل ولم يفقه من المنقول كقران الا رسمه فذهب به يتغنى ويتعالى على الغير وهو لايدري انه لم يسمعه وكأن في اذانه وقر فاحترقت نفسه متسفلة بصممها ولم يكن رد فعلها الا كنار بالارهاب والفساد . فما كان من الغير الذين لم يجدوا فعل الله فيمن يحمل القران اسما ولفظا دون حقيقته الا ان ينكروا ما جاء به ونما الانكار ليكون عداء ومن ثم محاولة الاساءة للقرآن بحرق كلماته .

  الا ان ما غفل عنه الطرفان المسيئان لانفسهم ان القران بمعناه ومحتواه النوراني كحياة لا تناله الاساءة ولايحترق ولا تتعدى ممارساتهم المعادية للحياة الا كونها دليل على تخبطهم وجهلهم وزيادة ظلمة نفوسهم . ومايؤكد ذلك ان ما ظهر به اخر ارهابي يزعم انه احرق نسخة من القران له باع بالارهاب والفساد وهو بفعلته يعكس نفس صفات داعش ومن لف لفهم الذين حرقت مسامعهم بالمعنى المحرف للكلام النوراني فهضمت نفوسهم الكلام النوراني وحولته الى نار في بطونهم فاخرجوه الى ظاهرهم .

وما كان ممن حمل المعنى الحق للقرآن الا ان يشفق على جهل الناس ويظهر لهم ما هم فيه من فتن ليعودوا الى حياة القرآن بمن يقرأ تنزيله الدائم وبيانه المستمر ليطفئوا نارهم التي في دواخلهم ولا  يشعرون بها لانهم لم يكشفوا نور ربهم والدليل انهم يشعرون بالغيض من ممارسة لم ينل صاحبها من حقيقة القران شيئا بل هو حرق نفسه واعان تجار الفتن على افتتان الناس واغراقهم بما يضرهم ولا ينفعهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين