هل للعرب جد في جدة ؟

12:16 - 2023-05-31
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات 

اختتمت الدورة الثانية والثلاثون للقمة العربية اعمالها في جدة يوم الجمعة الماضي  ببيان ختامي يمكننا القول انه اختلف قليلا عن سابقاته وذلك باختلاف الموقف السعودي من القضية السورية ونوعا ما اليمنية حيث رحب البيان بعودة سوريا إلى الجامعة العربية واعرب عن دعمه للجهود الأممية التي تحاول حلحلة الاوضاع في اليمن أما القضية الفلسطينية فقد حافظت على مكانها في المقدمة وكذلك حافظت على الموقف العربي الإنشائي منها حيث اننا نعتز بلغتنا ونحب ادب السياسة ويبدو أنه لن تخسر فلسطين تلك الصياغة المعهودة بدعم الدول العربية لقضيتها دون أن نبتعد بهذا الدعم حدود صفحة البيان كما بقية فقرات البيان  .

 وهذا ما ترويه الأحداث وينطق به الواقع فالجامعة العربية منذ تأسيسها لم يكن لها أثر واقعي في التغيرات على الساحة العربية ولا وجود لاثرها في الساحتين الدولية والإقليمية وجل مواقفها تعتمد على ما تفرضه عليها سياسات الدول الكبرى والدول الإقليمية المؤثرة .

أما جدية المواقف والتأثير المباشر في الوضع السياسي للدول التي تعاني من وضع سياسي قلق كليبيا والسودان ولبنان إضافة إلى ما تقدم فهو أمر مؤجل رغم أنه يأخذ حيزا في كلمات الرؤساء وأصحاب الفخامة وطبعا البيان الختامي لأن القمة العربية باختصار  مجرد لقاء بروتوكولي نسلط الضوء فيه على من سيقف في الصف الأول ومن سيتكلم بقوة وجرأة ومن سيترك الاجتماع وغيرها من الأمور التي لا تعني حياة الشعوب العربية وانما هي امتداد للعادات القبلية التي تربت عليها اجيال العرب التي تهون الحياة في حين أن الاعتبار الحقيقي والقيمة الحقيقية للإنسان هي بما ينعم به من وسائل الحياة والانتعاش الاقتصادي والاستقرار السياسي وهذه الأمور لم تكن في حسابات الحكومات العربية ولم تراعَ في قممهم المتتالية .

إن القمة العربية بواقعها الثابت مدعاة لنا لإعادة النظر في اسسنا الحياتية حيث أن الاهتمام بالشان العربي لن يبدأ قبل الاهتمام بالإنسان في أي بلد من بلدان الوطن العربي فمن العيب أن نخرج إلى الملأ وأمام العالم في مؤتمر يشير إلى وحدة موقف ونحن مفككون وعلاقاتنا هشة غير حقيقية ليس فقط فيما بيننا كدول بل وحتى علاقات مكونات الشعب الواحد فنرى الفقر والتمييز والعنصرية وهيمنة الأحزاب السياسية على مقدرات الشعوب لتكون اغلب الحكومات كدولة محتلة وليست طبقة حاكمة من الشعب وأغلبها خاضع لإرادة دول خارجية وهذا ما أدى إلى ظهور الانهيارات السياسية في هذه الدولة أو تلك وعدم الاستقرار في العلاقات السياسية بين الدول .

فالاولى إذن أن نرى في الفم الانجازات الذاتية للحكومات اولا ثم من فائض الاستقرار وزيادة الخيرات نعين بعضنا البعض ولا نجامل في المواقف المصيرية لاعانة شعوبنا التي تعاني في فلسطين واليمن وليبيا والسودان ولبنان واي دولة تعاني من أزمة اللادولة لأسباب سياسية أو تاريخية وان نتحاور بصدق لاتخاذ مواقف حقيقية واقعية لها تأثير على الساحة العربية والدولية ولا نترك الأمور تسير لوحدها كما يشاء لها التاريخ الذي زرع الكره والحقد بين البشر باسم الدين تارة وباسم القومية تارة أخرى .

ومؤكد أن هذه الرؤية الايجابية لن تكون واقعية حتى نعيد ميداننا الإنساني إلى ما فطر عليه البشر ونقلع ما بني عليه من ترهات التنابز والتفاخر والاعتزاز بماضٍ لم يكن واقعا حقيقيا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين