قانون الانتخابات والاحزاب الطائفية

09:24 - 2023-04-02
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات 

تشير ممارسات احزاب السلطة من خلال الاجراءات الحكومية والتشريعات البرلمانية ، الى بقائها في مسار التعنت بالراي وتجاوز ارادة الشارع فنحن عاهدنا انقلابها على النظام الديمقراطي بتبنيها للحكومات التوافقية والمحاصصة الفئوية والحزبية ولما فشلت هذه الحكومات في ارساء اسس الحياة والخدمات للشعب وظهر نتيجتها الارهاب والفساد لم تتراجع عن نهجها وحتى بعد مظاهرات ثورة تشرين وتقديم ضحايا من الشباب المتظاهر والذي لم يكن من مكتسباتها شيء اكثر فعالية من تغيير قانون الانتخابات وجعل العراق دوائر متعددة ، فقد عادت الى ما بدأته بارجاع القانون القديم الذي تحاول فيه جمع شتاتها للبقاء في السلطة رغم اعتراف قادتها علنا بالفشل في ادارة الدولة .

وحقا ان هذا النهج مدعاة للعجب فمن اي معدن خلق اصحاب القرار فيه بحيث انهم لايلينون لصرخات واهات شعب ذنبه الاكبر تصديقه لشعاراتهم فانتخبهم ابتداء وعض بعدها اصابع الندم بحيث بلغت نسبة العزوف عن المشاركة في  الانتخابات اكثر من ٨٠٪؜ كتعبير عن رفضه لهم ولاحزابهم ونهجهم . فكان نصيبهم من اصوات المنتخبين اقل كثيرا من طموحهم ولم تمنحهم القدرة على البقاء بنفس النفوذ فانقلبوا عليها واعترضوا واخروا تشكيل الحكومة سنة كاملة تقريبا من اجل البقاء حتى انهم هددوا السلم الاهلي حتى استطاعوا الانقلاب ثانية على نتائج انتخابات اقل ما يقال عنها انها كانت مقاطعة من قبل الشعب حسب نسبة المشاركة . 

فلم تكن صلافة افعالهم بمفاجاة رغم تعجبنا من قناعتهم بنهجهم لانهم يعتاشون على اصطياد الفرص ، فاستخدموا فرصتهم هذه بوجودهم في البرلمان والحكومة لتغيير قانون الانتخابات وتاكيدهم عليه قبل اجراء انتخاب مجالس المحافظات وتركهم لقوانين اهم كقانون الموازنة الذي لم يناقشه البرلمان رغم انه الاكثر اهمية للشعب ليعبروا بذلك عن ان همهم الحقيقي هو البقاء في السلطة ولو على مستوى الحكومات المحلية دون ادنى اهتمام لمصالح المواطنين . 

وهذه الاجراءات تشير حقا الى شعورهم بضعف موقفهم في نفوس الناس وقناعة الناخبين . ونحن نشعر بذلك جليا كافراد من ضمن هذا البلد الذي ذاق اهله ويلات الانقلابات العسكرية وها هو اليوم يذوق ويلات الانقلابات على الديمقراطية ومكتسباتها . ولكننا يجب ان لا نيأس من ممارسات الفاشلين مهما حصنوا انفسهم لان كلمة الفصل هي في اختيارنا لا بان نقاطع الانتخابات ونمزق ونتلف ورقة الانتخاب بل من خلال امتحان انفسنا باختيار نهج حقيقي صالح في اصلاحنا وقيادتنا لنعود بثقة الى مفاصل الحياة والعمل واستبدال من لم يزده نهجه الطائفي وفساده الا خسارة به والسير قدما في تثبيت دعائم الديمقراطية لمنع عودة الطغيان والاستبداد. 

فليعلم المتلاعبون بمقدرات الشعب والمنقلبون على ارادته بانهم مهما فعلوا فانهم لن يستطيعوا تدعيم اسسهم لانها خارت بافعالهم وازدياد الوعي الديمقراطي لدى افراد الشعب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين