الدولار والافكار

08:21 - 2023-01-30
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات 

عدم استقرار قيمة الدينار العراقي والذي يؤثر سلبا على حياة الفرد ومستواه المعاشي وعلى عمل القطاع الخاص من اصغر مشاريعه الى اكبرها، له عدة اسباب حسب التحليل العلمي ربما انه تأثر بواقع العراق الامني واستشراء الفساد او بقلة الانتاج وتاثره بمحيطه الاقليمي الى مال الى ذلك من الاسباب التي لو تتبعناها لوجدناها افرازات منطقية لواقع سياسي جاء على صهوة الديمقراطية وتمرد عليها ليتحول الى محاصصة طائفية حزبية فئوية وبواقع حاله هذا يخبرنا ان رواده الذين تبنوه قد اعتادوا على التمرد لما اظهروه من براعة وبجاحة تنم عن اعتياد الاستبداد بالراي . 

   ولكي نعرف سبب هذا الاصرار على السير بنهج سياسي اهلك الحرث والنسل لنعود ونبحث في الكتل السياسية واحزابها من ناحية النشاة والافكار المتبناة والتي حقا لا تتعب باحث ولا تستدعي تكهن وانما ببساطة اغلب الذين ظهروا على الساحة السياسية في العراق منذ القديم وحتى الان يقفون على اسس دينية عقائدية كما في الاسلاف في بني امية وبني العباس وغيرهم من سلالات الحكام حتى عهد ( عبد الله المؤمن ) كما يحب تسمية نفسه وكذلك اليوم ولكنهم جميعا لم يستطيعوا ان ينهضوا بالعراق الى مستوى الاستقرار وهذا الذي حصل في موضوع بحثنا فعدم استقرار صرف الدولار لا ينفك عن عدم الاستقرار العام الذي عجزت عنه الافكار الدينية الموروثة ولم تستطع نتاجاتها السياسية من احزاب وشخصيات ايجاد حلول لعبثية الاحداث وآلام الشعب المضطهد عبر التاريخ 

وهذا يدعونا الى امر من امرين اما ان نعترف بان الدين عاجز عن تكوين بيئة حياتية منتظمة وبهذا فنحن نعترف ضمنا ببطلانه حاشا لله او ان الدين المعتنق كاساس للحكومات المتعاقبة ليس الذي جاء به الرسل ولمعرفة ذلك نحتاج ان نفكر وفق اسس فطرية بعيدة عن الثوابت ونبحث عن اصل حاجة الانسان للدين وهذا ممكن اجابته بان الانسان كان بحاجة الى معرفة نفسه ووجوده في هذا العالم ومازال يبحث عن ما سيجده وراء الموت ليطمئن ويحيا بسعادة وعندما استدل نفر من الناس كالرسل صلوات الله عليهم جاءوا الى الناس ليبشروهم بالمعرفة وينقلوها اليهم وينذرون من ينكر بان هناك عذاب ان لم تلتحق بركب النجاة . 

ربما هذا الاختصار البسيط يجعل عندنا صورة اولية عن حجم الانحراف الفكري للانسان والذي ادى الى حروب وحروب باسم الدين والرسل وهم منه براء وهذا هو سبب كل التخبطات التي مررنا بها لاننا نعتقد باننا ندافع عن دين نحن نسينا مبداه اصلا حتى وجدنا انفسنا نتفرق ونتحزب ونتناحر بيننا لاجل اثبات احقيتنا دون غيرنا وكذلك غيرنا ضمن نفس الدين والطائفة احيانا وبهذا وقف بعضنا ضد بعضنا واستنجدنا بغيرنا لينصرنا على ابناء جلدتنا حتى بدا كل شيء ينهار . 

  اليس هذا السبب هو اصل كل الاسباب ؟ 
ولكن ما هو الحل ؟ 

لاتوجد مشكلة الا وحلها مضمون للناس من الله تعالى خصوصا المشاكل التي احدثها الشيطان بتحريف نهج الرسل وايقاع الناس في عبادة اللفظة وحرمانهم من حقيقتها حيث ان من جاء باسم الله ودينه اليوم لم يظهر للناس ما ينتظرونه منه فقد تبنوا الاسم دون المعنى وهذا يعني انهم لايحملونه ولم يعرفون حقيقة واصل الدين . 
وهذا الذي ياتي به الله تعالى وحده بمن يجتبيه وينجيه من لغط الافكار الى فكر الحرية الحقة التي لايكون فيها وبها اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا. 

ولا يستعجل على اهل جلدته حتى يتبينوا بعد ما شاع من الافكار عن اصل الفكر الحق الذي يربي به الله تعالى النفوس ويزكيها فيخرج اهلها من الظلمة الى النور ويعلمهم صنعة لبوس لهم لتقيهم انفسهم وهكذا يتغير ما في النفوس فيتغير الواقع وتظهر نتائج الفكر الوطني الالهي  فيرتفع انتاجنا شعارا له فتبقى عملتنا رائدة ونتعامل بها دون ارتباك السوق نتيجة الطمع و الاستغلال والاحتكار الذي نرى حتى مؤسسات دينية تتعامل به نتيجة عدم ادراكها لحقيقة واصل الدين واعتمادها مقاييس الدنيا دون الاخرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين