سر التفاعل في خليجي البصرة

09:51 - 2023-01-15
سعد جاسم التميمي

الداعي نيوز/ مقالات

 

يبدو أن ما بنته الاحزاب وسياساتها الطائفية على مدى السنوات الماضية من مشاريع لعزل العراق عن محيطه العربي وتمزيق نسيجه الاجتماعي وجعله اسيرا بيد اجندات خارجية مشبوهة قد نسفته الرياضة وبالاخص كرة القدم ومن خلال بوابة خليجي 25 المقامة حاليا في محافظة البصرة والتي اصبحت قبلة لابناء الشعب العراقي على مدار العشرة ايام الماضية حيث احتضنت ابناء الرافدين من كل المحافظات من شماله إلى جنوبه. 

هذا المحفل قد تحول من حدث رياضي يختص به جمهور  كرة القدم الى مناسبة وطنية كبيرة أعادت التلاحم بين أبناء الشعب العراقي وبدأت بفرض معادلة سياسية جديدة للواقع العراقي .

إن تفاعل الشعب العراقي بكل اطيافه مع اشقائهم الخليجيين في خليجي البصرة جاء كرد مزلزل و نزل كالصاعقة على رؤوس دعاة الفتنة والطائفية اصحاب الاجندات الخارجية وهم اليوم يختبئون ويخافون ان يخرجوا الى الشارع او يدخلوا ملعب البصرة او الميناء او التواجد في اي ساحة عامة يتجمع فيها الناس. 

 ان هذه المشاعر الصادقة والتعبير عن رغبة الشعب العراقي بالانفتاح على محيطه الطبيعي واخذ دوره هو أصدق من كل نتائج الانتخابات وصنادقيها التي عادة ما تكون تحت تأثير السلاح او الاموال المسروقة التي يرشون بها الفقراء مستغلين حاجاتهم الأساسية للحياة بعد سنوات من سياسة التجويع والحرمان التي تبنتها احزاب طائفية استغلت الدين لتظهر به كنسخة مزيفة داعبت به مشاعر الفقراء وخوفهم من المصير المجهول. 

ان المد الجماهيري الهائل في خليجي البصرة قد حطم الرقم القياسي لكل دورات الخليج منذ تاسيسها. فوفقا لبيانات رسمية إصدرتها اللجنة المنظمة فان حضور الجماهير العراقية قد قارب النصف مليون مشجع لدوري المجموعات فقط وهذا بالتاكيد لا يعكس فقط رغبة الشعب العراقي بمشاهدة كرة القدم بقدر ما هو احتفاء بهويتهم العربية ووطنهم حيث يلازمهم الشعور بأنه مسروق و مسلوب الارادة . 

وكما ان الشعب العراقي قد فاجأ حكومة عبد المهدي في عام 2019  في ثورة تشرين العفوية والتي كان اهم شعاراتها ( نريد وطن) تتفاجأ اليوم قوى الاطار التنسيقي والتي تتبنى خطابا عكسيا وهي التي شكلت حكومة محمد شياع السوداني الذي بات مرتبكا في تعاطيه مع هذا الحدث الوطني المهم منذ أن القى كلمته في حفل افتتاح البطولة . 

لقد أثبتت الايام العشرة التي مضت وما حملته من مشاعر صادقة وشعارات عبرت عن هوية عراقية خالصة ان الارادة الفطرية هي الاقوى مهما حاولت قوى الشر من حرفها عن مسارها الحقيقي وان طبيعة ابناء الرافدين ستتغلب على اي ارداة خارجية.

ان السر الالهي والامر الرباني الظاهر اليوم وهو يدعو إلى حياة مثالية حقة كان عليها الرسل والاولياء والذي اودعها الله في ارض العراق منذ أن دخله الامام الحسين هو واهل بيته وصحبه عليهم السلام الى يومنا هذا بات هو المؤثر الحقيقي في فطرة الناس وهو الحامي لهم من كل يد للشيطان تريد أن تفرق لتسود.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين