ما بين كاس العالم وحاجة العالم

08:27 - 2022-11-27
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات 

من الجميل ان يتجمع الناس من مختلف اصقاع الارض وفي محفل من محافل الحياة ليكون ذلك فرصة لتعارف بعضهم على البعض الآخر ويطلعوا على القواسم المشتركة بينهم ويدركوا تفاهة الاختلافات القومية والعنصرية لعلهم يخرجوا من قيود القومية والاثنية الى حيث قيم السلام والوحدة الانسانية . 

ربما ركز القائمون على حفل الافتتاح لبطولة كاس العالم المقامة حاليا في قطر على هذا الجانب واوضحوا من خلال فقراته الاستعراضية التي اقيمت في ملعب الخيمة ان العالم بحاجة الى مد جسور الحوار تحت خيمة الانسانية وان لا شيء بديل عن تقبل بعضنا للبعض الاخر وان لا نبقي افكارنا معاقة  بعوائق الخوف من مواجهة صعوبة الحياة  وما نسجه البطالون من العنصريين من عقد بين نسيج المجتمع الواحد ليفهم الناس انهم محمولون في سفينة واحدة وانهم قد نسلوا من اصل واحد ولا توجد فوارق حقيقية بينهم . 

نعم اننا كبشر قراءتنا واحدة للحياة ولغتنا في حبها متطابقة ولكننا تعرضنا لهجمة الشيطان الذي قوامه سبل وافكار فجعلنا بها  مختلفين متخالفين لذلك ورغم اننا نرى في فطرتنا ضرورة انفتاحنا على بعضنا البعض الا اننا لا نجد الارضية التي نستطيع بها بلوغ مانريد لانه موّه نفسه وشغل كل حيز بيننا . 

فجعل مكرهُ سائدا وصفاته شائعة فصعب على عامة الناس تمييزها حتى اصبحت المحافل التي تجمعهم بابا لاظهار مقتهم مما حل بهم بعد قرون من التطور الحضاري والعلمي. 

ويظهر ذلك جليا اليوم في بطولة كاس العالم والشواهد كثيرة . 

ولو اردنا حقا الوقوف على اسباب وجود العنصرية واسباب الاختلاف لما عدونا اختلاف العقائد وما بني فوقها من تبعات فالتعالي والاستبداد بالراي وعنصرية الانتماء والكراهية جميعها نبتت في بيت الكهنة وياليت لنا متسع في هذا المقال لنعود الى تاريخ الفراعنة ونجد من ورثهم لكننا نكتفي هنا بالاشارة الى ان ما تعاني منه الارض واهلها هو الخطوة الخاطئة التي اخذت بنا نحو غاية زائلة وجعلتنا بعيدين عن الغاية الحقيقية من وجودنا في هذا العالم فتصارعنا على محدوديته ونسينا مطلق ما نحب ونريد بفطرتنا.  

ان الحياة التي نرغبها والمبنية على الانسجام والمحبة دائما وابدا بعيدة عن الاعراف التي نتبناها والتي سوغت لنا ظلم بعضنا للبعض الآخر حتى ابتعدنا عن حقيقة بسيطة هي فينا ودلائلها بين ايدينا اسمها الله وصفاته الجميلة والجليلة له بيت يدعونا اليه بمن دخله قبلنا واصبح دليلا عليه وامتلك قدرة اخراجنا من عشوائية العداءات بما كسبنا من عقائد الظن والوهم الى نظام الالفة باليقين والعلم وهذا هو سر طلبنا وموطن نجاحنا ان كنا صادقين في رغبتنا بالحياة.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين