الديمقراطية

01:10 - 2022-11-18
حسن حنظل النصار


الداعي نيوز / مقالات 


تقومُ فكرة الديمُقراطية في أساسها على جوهر واحد، ثوريٌ وبسيط، وهوَ سيادة الإنسان، بِكلِ ما لِكلِمةِ سيادة من معنى. 
ولنفهم معنى (سيادةِ الإنسان)، لابُد لنا أن نعودَ بالزمن الى العصور الوسطى، هُناكَ حيث كانت جميعُ أشكال السياسة وحُكم المجتمعات البشرية تكونُ بالاحالةِ إلى الله وبتوسط الدين !
بتعبيرٍ آخر: ملوك الإسلام كانوا يحكمون بإسم ومظلة خلافة النبي مُحمد ، أما في أوروبا فالأباطرة والملوك كانوا يحكمون بتغطية شرعية وهيَ: الحق الإلهي للملوك !
وبما أن الشرعية مُستمدة من الإله، فلا قيمة ولا حاجة لشرعية الشعوب أولاً، وهذا ما ينتج عنه بطلان أي تمرد أو انقلاب أو سخط، فلانقلاب هنا سيكون على مُمثل الله !
أيضاً ليس مُمثل الله بحاجة إلى دستور، ولا قوانين تنظم صلاحياته وعلاقته بمجتمعه، وليس لحكمه مُدة أو صلاحية والنفاذ يكون بالموت فقط، وليس لأحد اقالته إلا في حالات استثنائية جداً (الكفر الصريح بالله في الحالة الإسلامية).
تحييد الدين في أوروبا، وأبعاده عن الشؤون السياسية، بعد الحروب الدموية هُناك، أسقط هذا الشكل السياسي، وأبعده عن الاعتبار، حيث أستبدلت الشرعية المستمدة من الإله بشرعية الإنسان. بتعبير آخر لم يعُد الحاكم يمارس سلطته بالإحالةِ ألى الله، وإنما بسلطة مستمدة من الناخب في آلية ديمقراطية من أهم مميزاتها : 
حد السلطة بالسلطة، أي أن السلطة تتوزع ما بين: برلمان يُشرع، وحاكم يُنفذ، وقضاء يُراقب.
سيادة الإنسان والقانون: من خلال دستور ينظم الصلاحيات والسلطات، يعلوا ولا يُعلى عليه.
وبالتالي : هذه الآلية تضمن اجهاض اي دكتاتورية ، عدا دكتاتورية الأغلبية الانتخابية.
هل الإنسان في مجتمعاتنا سيد نفسه ؟! 
إجابة هذا السؤال هيَ من ستُحدد إلى حد مُطلق مسار وشكل الديمُقراطية في العِراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين