فاتن امل حربي

08:50 - 2022-04-29
القاضي اياد محسن

الداعي نيوز / مقالات 

هدف الدراما التلفزيونية هو التاثير في الناس وملامسة عواطفهم وتنجح احيان كثيرة في تشكيل الثقافة وبناء الموقف ... ومع ان للعمل الدارمي وظيفة امتاعية وترفيهية الا  ان نجاحها بحسب اعتقادي يتوقف على مدى الاثر الذي تتركه في الواقع ومدى قدرتها على تشخيص مشاكل الناس ومثلما يساهم الواقع الاقتصادي والاجتماعي والقانوني في صناعة الدراما التلفزيونية فان تلك الدراما تمارس تاثيرها في هذا الواقع من خلال مناقشته والتفاعل مع مشاكله وتحليلها ووضع الحلول لها
وحين تناقش مشكلة اجتماعية  باسلوب التراجيديا فان عليك اظهار الفزع كل الفزع الذي يحيط بهذه المشكلة ويتفرع منها كي تثير ردة الفعل المطلوبة لدى الراي العام ...هذا ما فعله الكاتب المصري ابراهيم عيسى في المسلسل التلفزيوني المصري ، فاتن امل حربي ، حيث سلط الكاتب في هذا العمل الضوء على قضايا قانون الاحوال الشخصية المصري بالنسبة للمرأة وكيف يضيق عليها الخناق حين تنفصل عن زوجها الذي يعاملها معاملة مهينة ومدى علاقة زواجها برجل اخر في انتزاع حضانة ابنائها عنها ... المهم في العمل انه يشكل صدمة للضمير العام ويصيبه بالوجع ... وجع استشعاره لالم المراة وهي تجوب المحاكم وسط بيئة قانونية واجتماعية ضاغطة تنتهك الكثير من حقوقها الانسانية في الوقت الذي يضع فيه كاتب العمل الدرامي صانع القرار التشريعي امام مسؤوليته التاريخية بوجوب تعديل القوانين بما يضمن تحقيق مستويات افضل من العدالة .... الاهم في المسلسل انه مكتوب بلغة الدراما القانونية ... الحوارات فيه معالجة قانونيا بدقة حتى يخال اليك وانت المتابع المتخصص في القانون ان كاتب العمل هو شخص متخصص في القانون ومتوغل في بواطنه على المستويين ، النظري والعملي ... اقول ذلك واتسائل ، لماذا لم تنجح احصائيات الطلاق الشهرية التي يعلنها مجلس القضاء الاعلى العراقي في استنهاض قريحة كتاب الدراما في العراق لمعالجة هذه الظاهرة التي هدت كيان مئات الالاف من الاسر العراقية ووضعت اطفالها على طريق المستقبل المجهول .. لماذا لا نجد عملا دراميا واحدا يحمل طابعا قانونيا يكتب بطريقة مهنية محترفة تناقش قضايا الفئات الضعيفة والمهمشة وتجعل المجتمع بكافة فئاته امام مسؤولية معالجة مشاكل تلك الفئات على المستوى القانوني والاجتماعي والاقتصادي بدلا من تقديم اعمال درامية تخلو من اي قيمه فنية وموضوعية و ينمحي اثرها بمجرد انتهاء وقت عرضها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين