تقرير/ علي ناصرالكناني  
التراثي باسم الشمري صاحب محل للانتيكات القديمة:
 اغلب البيوت البغدادية هي بمثابة متاحف تراثية مصغرة ...

 _وانت تدخل عبر بوابة أقدم خانات بغداد المعروفة ایام زمان واعني به (خان المدلل ) في منطقة الميدان في جانب الرصافة ببغداد والذي يعود زمن انشائه كما تشير المعلومات الى عام ١٩٠٦ ثم تحول إلى فندق كبير عرف ب ( الهلال) وبعدها تعرض المكان الى الاهمال وعدم الاهتمام على الرغم من كونه كان يعد من  الاماكن والشوارع الاثرية و التراثية القديمة ، حتى قامت امانة بغداد في عام ١٩٩١ باعادة اعماره وتأهيله من جديد ليكون مجمعاً تجارياً يضم في كلا طابقيه الارضي  والعلوي عدداً كبيراً من المحال التي تم تحويلها من قبل مستخدميها ومؤجربها الى اماکن لبيع الانتيكات والمقتنيات التراثية والفولكلوريةوالعملات والطوابع القديمة.
في أحد هذه المحال الكبيرة  أتخذ التراثي المعروف باسم الشمري مكانا ومحلا له لبيع وشراء التحف والانتيكات المختلفة التي افترشت ارضية وزوايا المحل وجدرانه وتدلى عدد كبير منها من سقفه .وبغية معرفة المزيد من المعلومات والتفاصيل   سألنا الشمري ان يحدثنا اولا عن بداياته مع هذه المهنة فقال:
_ بدايتي مع هذه المهنة كانت بمثابة هواية يوم كنت  في السادسة عشرة من العمر الى جانب ممارسة هوايتي الرياضية الاخرى  في لعبة (الكيك بوكس) او الفنون القتالية،وكما يقول ربما كان اهتمام والدي باقتناء الخواتم القديمة والسبح بانواعها قد شكل حافزاً اخر لي بالتوجه الى الاهتمام بكل ما هو تراثي وقديم الى جانب ماكنا نحتفظ به في بيتنا من بعض المقتنيات والمواد المنزلية القديمة مما شجعني إلى اتخاذي من هذه الهواية فيما بعد كمهنة اعتاش عليها واتعلم  الكثير من خباياها واسرارها وأورثها الى اولادي  ليواصلوا العمل بها وتعلم اسرارها.. 

معرضان شخصيان ..

 ورداً على سؤال لناعن المعارض الفنية والتراثية التي أقامها في هذا الاتجاه يجيب الشمري  قائلا: - لقد أقمت معرضان شخصيان.. أحدهما في عام ٢٠١٢ وهو خاص بالعائلة المالكة منذ تاسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١حتى عام ١٩٥٨ والآخر بعده بفترة قصيرة وهو عن الرؤساء العراقيين الثلاثة الذين تعاقبوا على حكم العراق في العهد الجمهوري وهم الزعيم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف ..
لافتا الى انه من بين اولويات اهتماماته في هذه المهنة هو اقتنائه واحتفاظه بمجموعة جيدة من الاعمال واللوحات الفنية والنحتية لعدد من الفنانين العراقيين. الرواد والعرب والاجانب واعداد كبيرة من الصور الفوتوغرافية النادرة والعملات العراقية القديمة والمسكوكات  الذهبية والفضية العراقية بانواعها وكذلك الاوسمة والانواط التي تمثل حقباً مختلفة من تاريخ العراق في العهدين الملكي والجمهوري مؤكدا على انها تعد من المقتنيات الشخصية التي أعتز بها كثيراً . الى جانب ما موجود في المحل من التحفيات والمقتنيات المهمة والثمينة كالبلور الروسي والسيوف والخناجر العربية والاوربية واعداد ومجاميع مختلفة من الاواني النحاسية والفضية والفوانيس القديمة بانواعها ولعل اللافت للانتباه اننا لاحظنا خلال تواجدنا هناك تردد عدد من الزبائن من الشباب من كلا الجنسين لشراء التحفيات القديمة واقتناؤها والتي كانت تستخدم في ازمان سابقة لم يعاصروها.
مقتنيات قديمة  تعود لشخصيات ووزراء في عهود سابقة
 _ ويفصح التراثي باسم الشمري حين سالناه عن مصادر مقتنياته قائلا: 
 انه جمع الكثير من هذه المقتنيات والتحفيات الثمينة والنادرة من خلال شرائها من عوائل وورثة عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة في العهود السابقة اي العهدين الملكي والجمهوري والذين كان بعضهم بمناصب وزارية وادارية مهمة بذهابي معهم الى بيوتهم للاتفاق معهم بخصوصها. والمقتنيات هذه تضم الكثير من الصور والوثائق الشخصية  القديمة والاوراق الثبوتية والمكتبات الشخصية العائدة لهم اضافة الى اللوحات الفنية والخطية  المزخرفةوالكتب التي يضطرون لبيعها لظروفهم المعيشية والحياتية الصعبة التي يمرون بها.

سامي قفطان يبحث عند رتب عسكرية عثمانية !!
 ومن بين المواقف التي مر بها الشمري يوم كان محل عمله في منطقة الباب الشرقي هو انه جاءه يوما الفنان المعروف سامي قفطان وهو يسعى  للحصول على رتب عسكرية عثمانية قديمة  لاستخدامها في مسلسله التلفزيوني ( خريف العنقاء) وفوجئ الفنان سامي بوجودها عنده وقدمها له كهدية من دون مقابل.
 واضاف الشمري بانه قام كذلك بتجهيز مواد واكسسوارات اخرى تم استخدامها في المسلسل التلفزيوني الشهير (مناوي باشا) وحرص المخرج التلفزيوني فارس طعمة التميمي على الاستعانة بخبرتي في تحديد قدم بعض المقتنيات والمواد المستخدمة فيه وحسب تسلسلها الزمني والتاريخي
كتاب الماني عن العراق !!
ويروي الشمري موقف اخر مر به بعد احداث عام ٢٠٠٣ وسقوط النظام السابق وهو انه طلبت منه احدى وكالات الانباء والاذاعات العالمية الالمانية على لسان مديرها الذي كان موجوداً في بغداد وقتذاك بتزويدهم باعداد كبيرة من الصور الفوتوغرافية القديمة عن بغداد والعراق
وشروحاتها التعريفية لنشرها في كتاب يصدر باللغة الالمانية.. وقداستغرب الرجل الالماني من كوني ما ازال شاباً وصغير السن ولدي هذا الاهتمام وهذه المعلومات الخاصة بالصور ومواقعها  التاريخية وتفاصيلها.

دعوة لانشاء متحف
 _وفي ختام اللقاء ناشد التراثي باسم الشمري الجهات المعنية بأن يُتم تهيئة  مكان كبير كأن يكون احد البيوت التراثية ليتم  استخدامه كمتحف ويتولى الاشراف عليه بنفسه ليكون؟  بمثابة معلم حضاري وتراثي يضم جوانب ومقتنيات نادرة وليكون محط فخر واعتزاز للجميع ومكانا للحفاظ على هذه المأثورات والمقتنيات من التلف والضياع.