الداعي نيوز/ ثقافة عامة

الصحفي/ علي ناصر الكناني

 فوجيء العراقيون وخاصة اهالي بغداد في الايام الاولى لثورة 14 تموز عام 1958 التي قادها الزعيم  عبد الكريم قاسم ضد الحكم الملكي في العراق بقيام محطة تلفزيون بغداد آنذاك بعرض فيلم سينمائي قصير يظهر فيه  رئيس الوزراء نوري السعيد وعدد من كبار المسؤولين في حكومته وهو يلعب معهم في حديقة قصر الرحاب " نطة الانكليز " والتي يسميها البعض في مصر " طاطي البصلة " وتسمى عندنا في العراق " سمبيلة السمبيلة " وهي من الالعاب الشعبية والرياضية المعروفة التي كان يلعبها الاطفال والصبيان في الازقة والمحلات الشعبية القديمة ايام زمان .
وقد عثر على الفيلم الملون بعد دخول قطعات من الجيش الى قصر الرحاب في حجرة نوم الوصي عبدالاله في القصر وهو من قام بتصويره واحتفظ به في غرفته وعندما عرض من شاشة التلفزيون ظهر بالابيض والاسود وكان البث لا يتجاوز في البدء حدود محافظة بغداد .
وقد قامت مجلة المصور المصرية في عددها الصادر في عام 1958 بنشر لقطات فوتوغرافية من هذا الفيلم وذكرت انه كان يشترك مع نوري السعيد في هذه اللعبة عبد الوهاب مرجان وتحسين قدري رئيس التشريفات الملكية قبل الثورة وصالح صائب الذي كان رئيس اركان الجيش العراقي اثناء حرب فلسطين ثم اختاره السعيد مديراً لمجلس الاعمار ويشترك معه ايضا الضابط المرافق الخاص لعبدالاله. ترى هل ما زلنا نحتفظ بمثل هذه الوثائق والافلام النادرة التي وثقت فترة مهمة من تأريخ العراق المعاصر ام طواها الضياع هي الاخرى بعد عام 2003 مثل الكثير من الوثائق والمقتنيات التاريخية المهمة...