منارات ربانية

جامع النبي يونس

2904 مشاهدة
11:30 - 2021-03-27
ثقافة عامة

جامع النبي يونس 

جامع النبي يونس هو من مساجد العراق التاريخية الأثرية، يقع على السفح الغربي من تل التوبة، أو تل النبي يونس في الموصل، وقد قام تنظيم داعش بهدم وتفجير الجامع في تاريخ 24 تموز/يوليو 2014 الموافق لـ26 رمضان 1435 هجرية. وذلك ضمن الحملة التي شنها داعش لتهديم كل المساجد التي تتضمن أضرحة، ومن الجدير بالذكر إن المسجد كان يحضى بمنزلة خاصة عند أهالي الموصل.

يذكر عند بعض المؤرخين ان النبي يونس مدفون قرب الجامع، وذكر الرحالة ابن بطوطة (703 - 779هـ) هذه التلة باسم تلة النبي يونس عندما قدم إلى الموصل، حيث أورد ذلك في كتابه تحفة النظار : (وفي التل بناء عظيم ورباط فيه بيوت كثيرة ومقاصر ومطاهر وسقايات يضم الجميع باب واحد، وفي وسط الرباط بيت عليه ستر حرير وله باب مرصع يقال انه الموضع الذي به موقف يونس عليه السلام ومحراب المسجد الذي بهذا الرباط يقال انه كان بيت متعبده عليه السلام. وأهل الموصل يخرجون في كل ليلة جمعة إلى هذا الرباط يتعبدون فيه)، ولقد كان الجامع سابقا يجذب الكثير من الحجاج الاتراك الذين يعتبرون المرور والصلاة بالجامع من المناسك المكملة للحج، حتى ان الكثير من العوائل التي تقطن قرب تل التوبة كانوا يتكلمون اللغة التركية.

لا يعرف تحديدا تاريخ بنائه ولكن ذكره أبي زكريا الأزدي المتوفي قريبا من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

بينما يذكر بعض المؤرخين ان هذا المكان ليس مرقد النبي يونس الحقيقي، وإنما هو مرقد لاحد الأنبياء السابقين حينما كانت نينوى مركزا دينيا، فيما يزعم عدد آخر انه جزء من قصر اسرحدون الذي توجد آثاره تحت بقايا المسجد القديم. وتوجد عين ماء تسمى "عين الدملماجة" والاسم عن (داملة مه جه) التركية وتعني هنا الترشيح لأن ماءها يكون في الصيف قليلا ويترشح من جوانبها اما في الربيع فيزيد ماؤها وربما ملأ قسما من الوادي الذي تقع فيه العين،

تفجير الجامع

بقايا حطام مبنى النبي يونس بعد التفجير
وقد لحق بالسور الخارجي أضرارا طفيفة بعد انفجار عبوة ناسفة قرب المسجد في حزيران 2010. تحطم وهدم مبنى الجامع الذي يحتوي على مرقد النبي يونس بيد عناصر داعش بتاريخ 24 تموز 2014، في حملة منظمة شنها التنظيم لهدم المراقد والشواهد التاريخية التي بحسب ايديلوجية التنظيم تعبد من دون الله وقد وصف هذا الفعل في وسائل الاعلام بـالأرهاب العقائدي وأعتبر فعلاً منافياً لحرية العقيدة.

في الرابع والعشرين من تموز عام 2014، وضع مجموعة من عناصر تنظيم داعش المتفجرات على الجدران الداخلية والخارجية للمسجد. ثم أمر المسلحونَ المصلينَ بالمغادرة كما صدرت تعليمات للسكان بالابتعاد عن المبنى بما لا يقل عن 500 متر.

في غضون ثوانٍ من التفجير تحول مرقد النبي يونس إلى أنقاض. كما طرد التنظيمُ معظم سكان المدينة من المسيحيينَ في مسعى لجعل الموصل أحادية العقيدة للمرة الأولى في تاريخها.

نشر التنظيم مقطعاً لتفجير ضريح النبي يونس في عام 2014، فكان الحدثُ جزءاً من موجة تدمير طالت مواقع ورموزاً مقدسة في الموصل.

أحد المبررات التي قدمها تنظيمُ داعش لتدمير مرقد النبي يونس كان التشكيكَ في شرعيته. ونقلت وكالة أنباء “بي بي سي” عن أحد مقاتلي التنظيم القول إن الضريح كان قبراً لباباوات من المسيحيين وأنه “من المحرم أن يُبنى مسجد على ضريح مزيف”.

وتشير الأبحاث الأكاديمية بالفعل إلى أن النبي يونس غير مدفون هناك. بل إن المعروف أن هناك قبوراً عدة للنبي يونس في أنحاء مختلفة من العالم.

ويقول الدكتور توماس كارلسون، الأستاذ المساعد في جامعة أوكلاهوما الأميركية ومؤلف كتاب “المسيحية في عراق القرن الخامس عشر”، إنه في زمن القرون الوسطى، ومع ضعف سبل التواصل بين المسافات المتباعدة، كان العديد من المشاهير القدماء يحصلون على عدة قبور في عدة مواقع.

حتى أن العظام التي يُعتقد أنها تعود للنبي يونس قد تكون في الحقيقة عظام لبطريرك في كنيسة الشرق يُدعى هينانيشو الأول، دُفن في الدير عام 701.

ولا يعرف علماء الآثار بعد ما إذا كانت عظام هينانيشو نجت من التفجير أم لا. إلا أنهم عثروا على آثار لم ترها عيون البشر منذ آلاف السنين.

اختيار المحررين