رياضة

الوجوه القديمة تدوّر نفسها .. "نفس الطاسة ونفس الحمّام" !

4619 مشاهدة
08:57 - 2021-07-16
تقاریر و تحقیقات

الداعي نيوز / تقارير

خيبة أمل في هاجس كل عراقي من الوجوه المتكررة في كل انتخابات يشهدها العراق، والتي تقاسمت السلطة من أجل مصالحها الحزبية والشخصية، حيث تدور هذه الايام عجلة القوى القديمة التي جربها العراقيون ولم تعط للعراق وشعبه شيئا بل اعطت لنفسها ولاحزابها الكثير بين اموال ومواقع في السلطة غذتها عمليات الفساد التي مارسها هؤلاء واغتنوا على حساب ثروات الشعب .

صور من ارشيف انتخابات عام 2005

لقد تناوبت على حكم العراق ومنذ سقوط النظام الدكتاتوري شخصيات باتت أسماؤها تؤرق ذاكرة العراقيين، وتهيمن بشكل تام، هي وأحزابها على مفاصل السلطة، اسماء سئم سماعها العراقيون ولم تقدم للبلد سوى مزيد من الخراب والدمار والطائفية والتراجع في كل مفاصل الحياة اليومية للعراقيين. 

رؤساء حكومات متعاقبة وكتل واحزاب وشخصيات باتوا اليوم كالحرباء ، تبدل جلدها في كل دورة لكنها تبقى حرباء، رؤساء للحكومة مرة واخرى وزراء وغيرها رؤساء احزاب وكتل ، وكأن العراق قد خلا من الرجال ، نفس الوجوه ونفس الخيبات التي واجهها ويواججها البلد ، اذ تسعى هذه الاحزاب وهؤلاء الأشخاص للعودة الى الحكم مجددا، في انتخابات تشرين المقبل 2021 ، ملتفة على المواطن بشتى اساليب الدعاية والوعود المكشوفة البائسة ، حتى ان منهم من ابتكر وسيلة جديدة للدعاية الانتخابية من خلال تبرعه بارسال العوائل الفقيرة الى مصايف كردستان على نفقته الخاصة ! . 

يقترب موعد الانتخابات العراقية المبكرة المقرر اجراؤها في 10 تشرين الأول المقبل، ومع إغلاق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باب الترشيح وتسجيل الكيانات السياسية، بدأت المحاصصة الطائفية بالظهور من جديد على غرار ما حدث في جميع الدورات الانتخابية السابقة.

رؤساء حكومات متعاقبة وكتل واحزاب وشخصيات باتوا اليوم كالحرباء ، تبدل جلدها في كل دورة لكنها تبقى حرباء

كل التحالفات الساسية القائمة حاليا مبنية على أساس طائفي أو قومي، حيث ان هنالك تحالفات شيعية وأخرى سنية،الى جانب التحالفات الكردية، ما يجعل الشارع العراقي أمام وضع انتخابي شبيه بالانتخابات السابقة لكن بمسميات جديدة لتبقى معها التخندقات الطائفية في التحالفات السياسية الحالية على ما كانت عليه في الدورات الانتخابية السابقة.

كتل سياسية جربها العراقيون في اكثر من دورة انتخابية واكتشف انها لا تملك برامج سياسية حقيقية تنتشل البلاد من أزماتها، خاصة أن الفساد المالي والإداري بات مترسخا في الدولة، بسبب تلك الكتل التي امسكت بالسلطة واغتنت على حساب شعب يتطلع لحرية حقيقية في الاختيار،  وستبقى التحالفات القديمة المتجددة على ذات النهج في التخندق الطائفي والقومي، خاصة بعد أن فقدت الكثير من الأحزاب الإسلامية حواضنها الانتخابية التي عرتها وكشفت تبعيتها وزيف ما وعدت به من برامج كانت مجرد دعاية سقطت من على اليافطات الانتخابية الدعائية حالما فاز اصحابها بمقاعد في البرلمان.

صورة من ارشيف انتخابات 2010
من المضحك المبكي ان العراقيين اكتشفوا مؤخرا أن جميع الكتل والأحزاب تنبذ الطائفية "إلا في فترة الانتخابات"، فهي فترة خصبة لاعادة النفس الطائفي والقومي بعد ان افلس السياسيون القدامى واكتشفوا ان العراقيين قد لايلدغون من جحر زيفهم وكذب وعودهم مرتين.  

ان ما يؤكد تجذر الطائفية والقومية وبقوة في العراق ، هو انه ومنذ عام 2003 يحظى الشيعة بمنصب رئيس الوزراء، بينما السنة لهم رئاسة البرلمان، والأكراد رئاسة الجمهورية.
لقد نجحت الى حد ما ،الأحزاب التقليدية في اختراق الحراك الشعبي الاخير الذي مهد للانتخابات المبكرة ، واسست "أحزاب الظل" تحت أسماء قريبة من شعارات انتفاضة تشرين ، لكي تخدع العراقيين مرة اخرى وبكل وقاحة ، وما يؤسف ان الكثير من العراقيين تنطلي عليهم تلك الشعارات ويعودون مجددا ليغمسوا اصابعهم في محبرة تعيدهم في كل مرة الى العصورة المتردية بدلا من ان ترفعهم وتحسّن من احوالهم وتنقذ البلد مما هو عليه .

من المضحك المبكي ان العراقيين اكتشفوا مؤخرا أن جميع الكتل والأحزاب تنبذ الطائفية "إلا في فترة الانتخابات"، فهي فترة خصبة لاعادة النفس الطائفي والقومي بعد ان افلس السياسيون القدامى

وسط الصراعات الانتخابية بين القوى السياسية الكبيرة والمتوسطة، يصعب على القوى الصغيرة والمستقلة الوصول إلى مجلس النواب، في ظل مال سياسي امتلكه السياسيون المتجذرون في السلطة، وكذلك السلاح الذي قد يفتك باي مستقل او دماء جديدة  تنشد اصلاحا حقيقيا وتنقذ البلد من ازمات جاءت نتيجة سياسة اولئك المتجذرين القدامى ، اصحاب المال والسلطة والسلاح والوعود والوجوه القديمة.

ولكن يبقى الأهم في عملية الانتخابات هو الناخب المستقل الذي لا يعول على الأحزاب القائمة ، حيث ان تغيير المشهد السياسي يعتمد على نسبة المشاركة الشعبية، ففي حال كانت المشاركة واسعة جماهرياً، فهذا من الممكن أن يدفع بإتجاه التغيير،خصوصاُ في ظل المزاج الشعبي الرافض لإستمرار هيمنة القوى التقليدية على مصادر إتخاذ القرار والسلطة .

صور من ارشيف انتخابات 2018

اختيار المحررين