الانتخابات الإيرانية .. ديمقراطية بعباءة الفقيه
09:48 - 2021-06-11
تقاریر و تحقیقات
الداعي نيوز | تقارير
في ظل صراع ازلي بين ايران والدول الكبرى على خلفية برنامجها النووي ووضع اقتصادي هش اثر عقوبات اقتصادية امريكية ارهقت طهران كثيرا وسخط شعبي ومعارضة لاتنفك تذكر بمساوئ ولاية الفقيه، تستعد ايران لاختيار خلف لروحاني الذي فاز في انتخابات 2017 وتولى زمام السلطة بعد تغلبه على منافسه ابراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية والرجل الاقوى والمقرب من المرشد الاعلى.
صور من الأرشيف لاحتجاجات في إيران رافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية
انتخابات رئاسية وسط مخاوف من تراجع نسبة الإقبال الشعبي على المشاركة في عملية الاقتراع، تراجع يعد مؤشرا واضحا على تنامي حالة الاعتراض والنقمة الشعبية من الأوضاع السائدة والأزمات الاقتصادية والمعيشية، عللته السلطات الحاكمة بسوء إدارة حكومة الرئيس حسن روحاني وفشلها في احداث نقلة تنموية واقتصادية جراء التوقيع على الاتفاق النووي، إضافة إلى عدم قدرة حكومة روحاني على تلافي العقوبات الاقتصادية التي فرضتها امريكا بل اعادتها من جديد بشكل اكثر قسوة على طهران .
عزوف شعبي يسبق الانتخابات الرئاسية سببه سياسة طهران في الكثير من الملفات، ابرزها الملف الاقتصادي الذي انهك كاهل الشعب وافقده الثقة بحكامه ، وهو اعتراض واضح صامت على سياسة النظام الحاكم الذي انتج سلطة قمعية بثوب ديمقراطي واعاد طهران الى عهد مظلم اخر يراه المجتمع الايراني اكثر قسوة من عهد بهلوي، في ظل ضياع حقوقه المشروعة في التعبير الحقيقي عن تطلعاته لطبيعة الحكم في بلاد اقرب مايراها الايرانيون الى اوربا منها الى منابر الخطب الدينية .
الشعب الإيراني يعرف تماما اهمية العملية الديمقراطية ويدرك ان الاقتراع والانتخاب هو جوهر تتويج لتلك العملية، ولكن خذلان السلطة الحاكمة المتعاقبة افقده شهية الاندفاع نحو المشاركة
الشعب الإيراني يعرف تماما اهمية العملية الديمقراطية ويدرك ان الاقتراع والانتخاب هو جوهر تتويج لتلك العملية، ولكن خذلان السلطة الحاكمة المتعاقبة افقده شهية الاندفاع نحو المشاركة وبقوة خصوصا في انتخابات حزيران المقبلة .
نية عموم الشعب الايراني العزوف عن المشاركة في الانتخابات، ليس بسبب السلطة والنظام فقط، بل كل ما انتجته تلك السلطة من سوء ادارة وفساد وملفات ارهقت البلاد ،والعزوف ايضا يعني ان لايعود هؤلاء المتسلطون من جديد بذات العباءة ليضيفوا الى مآسي الشعب ويلات اخرى ، فالاصلاحيون والمحافظون يتسابقون للظفر بالرئاسة والبرلمان وكل يعمل باصله .. هذا متشدد وذاك اصلاحي.
وحسب المعطيات فان المرشد الاعلى يراهن على قدرة ابراهيم رئيسي على تكرار تجربة انتخابات 2017 والحصول على نحو 16 مليون صوت مرة ثانية ليدفع به الى رئاسة البلاد خلفا لروحاني ، فرئيسي المعروف برجل الدين المتشدد ورئيس السلطة القضائية الإيرانية الحالي، هو متهم بالمشاركة في لجنة شاركت في الإعدام الجماعي لآلاف السجناء عام 1988 وهذا يعلل بحث خامنائي عن شخصية قوية قادرة على تحريك الشارع ودفعه للمشاركة بقوة في الانتخابات وقد لا يكون الانتماء الواضح لهذه الشخصية للتيار المحافظ شرطاً لدى المرشد ليدفع بها إلى السباق الرئاسي ودعمها كمرشح توافقي يحقق الحد الأدنى من الشروط المطلوبة كالالتزام بالدستور ومبدأ ولاية الفقيه.
من الأرشيف صورة لمحتجين في طهران في سنة 2018 يضرمون النيران ويقطعون الطرق
تقدم 590 مرشحا، للانتخابات الرئاسية المزمعة في 18 حزيران 2021 ، ووافقت لجنة تتألف من رجال دين وحقوق يشرف عليها رأس النظام الإيراني، علي خامنئي، على 7 مرشحين بأغلبية متشددة لخوض الانتخابات الرئاسية، ما نتج عنه غضب في الشارع الايراني اثر استبعاد الاصلاحيين من قائمة الانتخابات في ظل دعوات لمقاطعتها.
وباتت مقاطعة الانتخابات خيارا مجتمعيا بعد ان ادرك الشارع الايراني ان المنتخبين ليس لديهم الصلاحيات الكافية للتغيير وقد فشلوا في السابق في تحقيق وعودهم .
واقع الاقتصاد المتردي وقمع السلطة وانتشار الفقر والفساد وسوء الادارة، حفزت الشارع للعزوف عن انتخابات يراها النظام بعينه ولايراها شعب قابع تحت عقوبات اكلت احلامه، ف"الدولة العميقة" تريد انتخاب رئيس متشدد للبلاد والمرشح إبراهيم رئيسي هو خيارها .
ورغم عمق الدولة وجذور النظام الا ان المحافظين لم يفهموا بعد ان المجتمع الايراني قد تحول كثيرا وبات من يستمع الى الخطاب الديني المشدد ، هم فقط 20 في المائة من الشعب أو الشريحة الناخبة، في حين أن غالبية الشرائح الاجتماعية لم يعد الخطاب الديني يحرك مشاعرهم ، ما جعل المحافظين يبعثون برسائل الى الناس مفادها ان المشاركة بالانتخابات واجب شرعي وديني !
من الأرشيف صورة لمظاهرات اندلعت في عام 2018 في عدة مدن إيرانية ضد سياسة الفساد و الانهيار الاقتصادي
بالمقابل وصل الشعب الايراني الى مستوى من الادراك اصبح فيه قادراً على ممارسة دوره في محاسبة النظام حتى وان كان الدور صامتا لكنه عبر عن ذلك صراحة واكثر من مرة من خلال طرحه للأزمات الاقتصادية والمعيشية وتفشي الفساد والهدر في الدولة والنظام، وحاجته إلى من يقود البلاد ويكون قادراً على اتخاذ القرار الحاسم في مواجهة مراكز القوى التي تعيق حركة الدولة ومؤسساتها ويكون قادراً على وضع إيران على سكة التنمية والنهوض الداخلي والخارجي وبناء علاقات متوازنة مع العالم بعيداً من التوتر والتفتيش المستمر عن عدو يُحمّل مسؤولية الأزمات حتى تلك
المرتبطة بالفشل الإداري.
ومما يؤشر قلق النظام الايراني على اجراء انتخابات بمشاركة ولوبمستوى مقبول توجه المرشد للايرانيين في كلمة عبر الفيديو يقول فيها : "تجاهلوا الذين يشنون حملات ويقولون إن لا طائلة من التوجه إلى صناديق الاقتراع وإنه لا ينبغي لأحد أن يشارك في الانتخابات" .
وفي خضم كل هذه التداعيات بين عزوف شعبي وحث للنظام على المشاركة في الانتخابات أعلن التلفزيون الإيراني رسميا، القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، التي تضم سبعة أسماء هي من عليها التيار المتشدد وتضم القائمة : رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي والثلاثة من التيار المتشدد.
كما ضمت القائمة، رئيس مركز الأبحاث في البرلمان علي رضا زاكاني، ونائب رئيس البرلمان الإيراني أمير حسين قاضي زادة هاشمي، (الاثنان من التيار المتشدد) ورئيس اتحاد رياضة "الزورخانة" وعضو مجلس إدارة منطقة كيش الاقتصادية الحرة محسن مهر علي زادة (إصلاحي)، إضافة إلى محافظ البنك المركزي عبدالناصر همتي (معتدل)).
فيما وجه 231 ناشطًا مدنيًا وسياسيًا من 50 مدينة و25 محافظة إيرانية، رسالة إلى الشعب، مطالبينه بمقاطعة الانتخابات معللين ذلك بتعبيرهم "حتى لا يستمر النظام المناهض للشعب"، واصفين انتخابات عام 2021 بأنها "استعراض لاغير "
ويرى ناشطون ايرانيون مممن شاركوا في كتابة الرسالة أن الغرض من مقاطعة الانتخابات، هو انتقال غير عنيف وسلمي من نظام ولاية الفقيه إلى تحقيق دستور ديمقراطي وعلماني قائم على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
تقدم 590 مرشحا، للانتخابات الرئاسية المزمعة في 18 حزيران 2021 ، ووافقت لجنة تتألف من رجال دين وحقوق يشرف عليها رأس النظام الإيراني، علي خامنئي، على 7 مرشحين بأغلبية متشددة
وحسب استطلاعات للرأي داخلية وخارجية ، فإن الإقبال على الانتخابات الرئاسية في ايران قد يكون متدنيا، حيث سبق استطلاع للرأي اجراه طلاب ايرانيون، أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون 36 في المائة وهي أقل نسبة مشاركة في تاريخ إيران
فيما أظهر استطلاع أجراه التلفزيون الرسمي الايراني ، مطلع ايار 2021أن 51 في المائة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم لا ينوون للتصويت، مقارنة بـ 30 في المئة أكدوا أنهم سيدلون بأصواتهم.
وبالعودة الى نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في إيران عام 2017 فقد بلغت 73 في المائة، إذ قال كثيرون، في حينها، إنهم صوتوا لصالح الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني، من أجل منع رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي من الفوز.
وايا كان الرئيس .. وباية وسيلة ديمقراطية كانت ام غير ديمقراطية، فالحاكم هو المرشد والمرشد هو الفقيه ولا ديمقراطية مطلقا مع حكم ولاية الفقيه .. وستظل الانتخابات الايرانية ديمقراطية شكلا ولائية جوهرا ومعنى، ويبقى الشعب الايراني يحلم بتلك الديمقراطية التي لم يذق طعما لها منذ الانقلاب الذي اطاح بالشاه وسلم ولاية الفقيه مفاتيح ايران .
آخر أخبار
-
بيتر كوركيس يتطلع لمباراته الاولى مع المنتخب العراقي
01:33 - 2024-12-22
محلي -
ادارة الطلبة تطالب بتغير ملعب مباراة فريقه مع الغراف
01:09 - 2024-12-22
محلي -
غابريل جيسوس يتألق مع الارسنال ويستمر بكتابة التاريخ
01:02 - 2024-12-22
دولي -
تأثير كأس الخليج 26 على المحترفين العالميين في الدوري السعودي
12:47 - 2024-12-22
دولي