الجائحة والانتخابات تباعد اجتماعي وتقارب سياسي
01:17 - 2021-05-05
تقاریر و تحقیقات
الداعي نيوز | تقارير
بينما تتوارى وجوه العراقيين خلف الكمامات، ويتباعدون عن بعضهم، رغم أنفهم، تجنبا لوقوعهم فريسة لفايروس كورونا الذي أخذ أشكالا أخرى تنذر بخطر أكبر، وفي ظل غلاء معيشي أوجده رفع الحكومة قيمة صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، وظرف أمني لا يُحسدون عليه، يشحذ السياسيون خطواتهم في سباق محموم صوب تحالفات سياسية متقاربين اكثر، بمزاج متلون يُفكك تحالفاً هنا ويشكل آخر جديدا هناك، بمسميات اختلفت فيها الشعارات لكنها ذاتها في المعنى والتوجه والنوايا المبيّتة في غرف لاتخلو من الدس والتدليس، تمهيدا لخوض الانتخابات النيابية المبكرة المقرر اجراؤها في العاشر من تشرين الأول المقبل.
وبدأ بعض الساسة "المنتهية صلاحيتهم شعبيا" بتجديد ادواتهم القديمة، وظهروا بحلة أخرى من خلال شعارات تنادي كلها بالتغيير وإصلاح ما "أفسدوه" ! مَنْ يُغيّر مَنْ ؟!، لينقضوا على مقاعد البرلمان بأغلبية تحالفات مع اعداء الامس اصدقاء اليوم ، واعدين العراقيين باصلاحات جذرية هم بأمس الحاجة اليها لاصلاح انفسهم .
صورة من الأرشيف لمجلس النواب أثناء تصويته على قانون الانتخابات مجلس النواب لسنة ٢٠٢٠
وبحسب آخر احصائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق،فقد بلغ عدد المرشحين 3523 مرشحا، وقدمت الأحزاب 1634 مرشحا، وبلغ عدد الاحزاب المسجلة 267 حزبا، 49 منها قيد التسجيل وبلغ عدد التحالفات السياسية 42 تحالفا مصادقا عليه 9 منها قيد التسجيل،و 22 تحالفا سيخوضون الانتخابات المبكرة في العاشر من تشرين الأول المقبل.
العراقيون بشكل عام بدأوا يبحثون وسط الضباب عن وجوه جديدة قد تُحدث التغيير المنشود، تاركين خلفهم شعارات الأمس التي خذلتهم طويلا واعادت البلد إلى عهود التخلف والفقر والتراجع.
وحددت المفوضية تاريخ الأول من أيار 2021، موعدا لانتهاء تسجيل المرشحين الأفراد والأحزاب والتحالفات في الانتخابات المرتقبة، والتي تعد مطلبا شعبيا ملحا للحراك الشعبي الذي قادته احتجاجات واسعة في البلاد منذ تشرين 2019، ونجح في إحراج الساسة ليجلسوا مرغمين وينصاعوا لرغبة الشارع العراقي الملتهب في اجراء انتخابات مبكرة قبل انتهاء ولايتهم.
وتواصل الاحزاب والفعاليات الاخرى حراكها لتأسيس التحالفات الانتخابية، وسط فوضى سياسية وغياب للحماس الجماهيري.
صورة من الأرشيف لحرق صناديق الاقتراع في انتخابات ٢٠١٨
بالمقابل فإن الكيانات السياسية الجديدة التي أفرزها حراك تشرين الشعبي، بقيت في الظل، وبحسب ناشطين، فهي لا ترغب في الإعلان عن أسماء مرشحيها في الانتخابات المبكرة، خشية تعرضهم لعمليات اغتيال، وبالتالي فإن إعلان أسماء مرشحين في الوقت الحالي يعدّ مخاطرة كبيرة على حياة بعض الناشطين والمتظاهرين، كما أن هؤلاء قد يتعرضون لحملات غير مسبوقة لإفشال ترشحهم أو فوزهم، من قبل سياسيين خربوا أصول اللعبة، اضف الى هذا انهم لايمتلكون مصادر كافية لتمويل مرشحيهم ودعمهم بالدعاية الانتخابية، وهي تعتمد فقط على التبرعات، وبالنهاية فانهم سيبقون متباعدين حتى تتضح الصورة.
قد تلعب مجددا التدخلات الخارجية بعد الانتخابات او قبيل اجرائها دورا مهما لتصادر حق الشعب في التغيير وتكون الانتخابات كذبة تشرين المبكرة يتناقلها العراقيون فيما بينهم بدلا عن كذبة نيسان !
العراقيون بشكل عام بدأوا يبحثون وسط الضباب عن وجوه جديدة قد تُحدث التغيير المنشود، تاركين خلفهم شعارات الأمس التي خذلتهم طويلا واعادت البلد إلى عهود التخلف والفقر والتراجع.
وقد تلعب مجددا التدخلات الخارجية بعد الانتخابات او قبيل اجرائها دورا مهما في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، لتصادر حق الشعب في التغيير وتكون الانتخابات كذبة تشرين المبكرة يتناقلها العراقيون فيما بينهم بدلا عن كذبة نيسان !
التفكك ومن ثم التحالف مجددا يؤكد وجود تصادمات حزبية وسياسية تلقي بظلالها على سير التحالفات ويؤكد ذلك انفراط عقد الساسة وتشظي التحالفات لتعيد تدوير نفسها من جديد وفق مصالحها لا مصالح شعبها ، لكنها تفكك مبتعدةً عن مبادئها لتقترب من مصالحها، مستغلة سبات العراقيين تحت وطأة الحظر والتباعد الاجتماعي، حيث لا محافل جماهيرية تثقف للمرحلة ولا تجمعات شعبية تراقب مايدور وتبدي آراءها حول هذا او ذاك.
عدو امريكا بالامس اضحى صديقها اليوم وثمة تقارب ملحوظ بين فرقاء ازليين افرزه افلاس البعض والتخوف من الخروج من قبة البرلمان "بخفي حنين" ، فيما تشظى آخرون مثل التحالف الكوردستاني في كركوك حيث سيخوض كل حزب كوردستاني الانتخابات بقائمة منفردة
بينما النصر والحكمة شكلا تحالفا جديدا تحت مسمى قوى الدولة الوطنية، وتشير مصادر مقربة من اصحاب القرار الى ان ثمة "صفقة" تدار خلف الكواليس بين تحالف الحلبوسي من جهة والاكراد والتيار الصدري، من جهة اخرى، للدفع باتجاه تولي الكاظمي رئاسة الوزراء لولاية جديدة لاربع سنوات، ويؤكد هذا الطرح اعلان الكاظمي الاخير عن حل حزب المرحلة التابع له واعلانه عدم خوضه الانتخابات المزمعة.
مخطط توزيع المقاعد البرلمانية على المحافظات
وبين كل هذا سيبقى العراقيون معلقين بعيدين متباعدين ، يلهيهم الحظر الجزئي تارة والشامل اخرى، وتؤرقهم انباء الموت والاصابات بوباء كورونا، وتشغلهم حياة صعبة وبحث عن اسباب العيش ومشاكل اجتماعية وأمنية كثيرة وتعليم شبه متوقف، ما يفتح شهية السياسيين "الملقحين ضد الوباء سلفا" للتقارب اكثر في المقاعد والمقاصد والمكائد .
لكن المعطيات تشير إلى أن الوقت مازال بايدي العراقيين، كبارقة امل قد تأتي في الوقت الضائع، وعليهم ان يرمموا بيتهم بانفسهم ويصونوا أصواتهم من الضياع والتشتت، ويفرضوا واقعا جديدا بقوة الشعب يلبي تطلعاتهم ويحفظ الدماء التي سالت، لاجل ان لا يتصدى " شعيط ومعيط " مجددا على كرسي السلطة ليزيد ثرواته على حساب شعب يتضور حقوقا وجوعا وتعيينا وخدمات، وحتى انسانية.
آخر أخبار
-
حسين البلوشي " مؤرشف رياضي " يتحدث عن مفاجأة خاصة للراحل احمد راضي ستُعلن يوم الاربعاء بحضور عائلة المرحوم
02:42 - 2024-12-22
فیدیو -
بيتر كوركيس يتطلع لمباراته الاولى مع المنتخب العراقي
01:33 - 2024-12-22
محلي -
ادارة الطلبة تطالب بتغير ملعب مباراة فريقه مع الغراف
01:09 - 2024-12-22
محلي -
غابريل جيسوس يتألق مع الارسنال ويستمر بكتابة التاريخ
01:02 - 2024-12-22
دولي