رياضة

نتائج انتخابات تشرين.. كتلٌ تهوي وطعون تنتظر

3878 مشاهدة
10:40 - 2021-11-05
تقاریر و تحقیقات

الداعي نيوز / تقارير 

مثّلت نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي اجريت في العاشر من تشرين الاول 2021، انتكاسة كبيرة لقوى كانت تحسب نفسها رقما صعبا في المعادلة السياسية والرهان الانتخابي، وصُعق الكثير ممن كان يعول على نتائج توقعتها استبياناته،  فيما احتفل أنصار التيار الصدري بالنتائج الأولية للانتخابات التي أظهرت تقدّمهم بفارق كبير عن منافسيهم. 


لحضة اعلان المفوضية النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية 2021
النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فاجأت الجميع ولف حولها الكثير من الغموض واللغط، فيما  رفضت كتلة الفتح أكبر الخاسرين ومعها كتل واحزاب أخرى النتائج وقررت المضي بالطعن فيها. 

ومض أنصار بعض المرشحين الخاسرين، بالاعتراض على ما سمّوه تزويرا طال العملية الانتخابية، باحتجاجات وتظاهرات و"تلويح مبطن بالقوة". 

الطعون التي قُدّمت إلى المحكمة الاتحادية لن تغيّر كثيرا في الواقع،  لان اغلب نتائج العد والفرز اليدوي التي اجرتها المفوضية عشوائيا لبعض المحطات جاءت مطابقة للنتائج الاولية

مثّلت مقاعد البرلمان التي حصلت عليها الكتل والأحزاب والمستقلون، خارطة سياسية جديدة ومعقدة، فالتحالفات ستكون الفيصل في ترجيح الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة، بعد المضي على ما دأب عليه البرلمان العراقي وهو الاعتماد على الكتلة البرلمانية الاكبر في الجلسة الاولى لمجلس النواب، وتباينت حصص مقاعد الكتل والاحزاب والمستقلين هذه المرة بشكل لافت،حيث حصلت الكتلة الصدرية على 73 مقعدا والمستقلون على 38 مقعدا وتحالف تقدم 38 مقعدا ودولة القانون 35 مقعدا والحزب الديمقراطي الكردستاني 33 مقعدا وتحالف الفتح 16 مقعدا وتحالف كردستان 16 مقعدا و عزم 12 مقعدا وحركة امتداد 9 مقاعد وحركة الجيل الجديد 9 مقاعد  وإشراقة كانون 6 مقاعد  وتحالف العقد الوطني 5 مقاعد وتحالف قوى الدولة 5 مقاعد و تصميم 4 مقاعد ومسيحيون - كوتا 5 مقاعد وجماهيرنا 3 مقاعد وحركة حسم للاصلاح 1 مقعد والمشروع الوطني 2 مقعد وتحالف النهج 1 مقعد وتجمع اهالي واسط المستقل 1 مقعد  والتحالف العربي في كركوك 1 مقعد والمكون الفيلي 1 مقعد وقادمون 1 مقعد والجماهير الوطنية 1 مقعد وتحالف الامال الوطني 1 مقعد  والشبك 1 مقعد والمنتج الوطني 1 مقعد والصابئة 1 مقعد وحركة بلادي 1 مقعد و حركة حقوق 1 مقعد والايزيديون 1 مقعد  واقتدار1 مقعد  وتيار الفراتين 1 مقعد  والوفاء والتغيير 1 مقعد  وجبهة تركمان العراق 1 مقعد والسند الوطني1 مقعد وجماعة العدل الكردستانية 1 مقعد. 

صورة من الارشيف لاحتفال انصار الكتلة الصدرية بعد اعلان نتائج الانتخابات وحصولهم على اكثر المقاعد
وكانت ردة فعل أكبر الخاسرين تمثل انتكاسة وصدمة، حيث قال زعيم كتلة الفتح هادي العامري: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن وسندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة". 

وبدأ مسلسل الطعون بنتائج الانتخابات، يوازيه احتجاج لجماعات خاسرة تمثل في باطنها الحشد الشعبي والفصائل المسلحة وظاهرها شعبي رافض للنتائج، مع تلميحات بتهديد السلم الأهلي في حال لم تستجب مفوضية الانتخابات لمطالب المحتجين غير الواقعية والمتمثلة باعادة العد والفرز اليدوي لجميع المحطات، في وقت كان التيار الصدري يحتفل بفوزه. 

هل سيرضخ الخاسرون للأمر الواقع ويقروا بفشلهم مثلما فشلوا من قبل !؟

وبدا المشهد مربكا وضبابيا في العراق، بعد النتائج الأولية للانتخابات التي رأى فيها الخاسرون من الكتل الكبيرة" استهدافا سياسيا متعمدا". 
نتائج خالفت التوقعات بالنسبة للكتل الكبيرة، ويبدو انها ستفرض تغييرا واضحا على شكل الحكومة القادمة وملامح توزيع مقاعد مجلس النواب، حيث شابت عملية الاقتراع أخطاء كثيرة، بعد تعطّل 2000 جهاز اقتراع في وقت الذروة. 
الطعون التي قُدّمت إلى المحكمة الاتحادية لن تغيّر كثيرا في الواقع،  لان اغلب نتائج العد والفرز اليدوي التي اجرتها المفوضية عشوائيا لبعض المحطات جاءت مطابقة للنتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية بعد يوم العاشر من تشرين الاول 2021. 

نصب الخيام امام المنطقة الخضراء من قبل أنصار بعض الكتل التي حصلت على اقل المقاعد
حتى وان جاءت النتائج النهائية بعد الطعون ملبية للطاعنين فانها  ستؤدي إلى سحب مقعد من هذه الكتلة أو إضافة مقعد إلى تلك الكتلة، لكنّ ذلك لن يغير في النتائج عموما. 

وبات مما لايقبل الشك ان الصراع في البيت الشيعي بدا جليا، خصوصا بعد ان ارتفع منسوب مقاعد دولة القانون خصم الصدر اللدود، مايعني ان مخاض تشكيل الحكومة في مثل هذه الظروف سيكون عسيرا، بعد غياب التوافق بين القوى السياسية كل حسب بيته "السياسي الطائفي" 
وقد تعيد الطعون بنتائج الانتخابات خلط ألاوراق، وتحدث فوضى سياسية عارمة قد تكون نتائجها كارثية على العراقيين الذين ينتظرون برلمانا وحكومة تعيد اليهم حقوقهم وتحقق تطلعاتهم ومطالبهم، وتبقى ثقة المواطنين بالفائز والخاسر على حد سواء ضعيفة. 

صورة من الارشيف لعملية العد والفرز اليدوي لاحدى المحطات الانتخابية
نتائج الاقتراع جاءت سريعة هذه المرة،فهل سيكون التئام البرلمان وتشكيل الحكومة سريعا؟ وهل سيرضخ الخاسرون للأمر الواقع ويقروا بفشلهم مثلما فشلوا من قبل وهم "كبار"؟! وحتى تنجلي مسألة الطعون وتصادق المفوضية على نتائج الانتخابات نهائيا، يبقى العراقيون يترقبون القادم من الأيام واعينهم ترنو صوب وطن لطالما أرادوه وطنا.


اختيار المحررين