طرق فعالة للوقاية من حساسية عث الغبار في المنزل

959 مشاهدة
10:04 - 2021-06-27
أخبار منوعة


الداعي نيوز / متابعة 


يعد عث الغبار المنزلي، رغم حجمه متناهي الصغر، شبحا مخيفا بالنسبة للكثيرين حيث يتسبب في حساسية شديدة قد تفضي إلى الإصابة بالربو، في حال عدم علاجها.

وأوضح اختصاصي الحساسية الألماني البروفيسور تورستن تسوبربير، أن عث الغبار ينتمي إلى العنكبوتيات، ويتراوح حجمه بين 0.1 و0.5 ملم.

وخلال الفترة من شهري مايو إلى أكتوبر، يحدث موسم تكاثر عث الغبار حيث تضع أنثى النوع ما بين 60-100 بيضة. الأمر الذي يعني زيادة عدد عث الغبار في المنزل وأن تركيز المواد المسببة للحساسية يمكن أن يكون مرتفعا. ولكن على الرغم من موت عث الغبار في الشتاء، فإنه يترك وراءه المواد المسببة للحساسية التي ينتجها، بما في ذلك الفضلات وأجزاء الجسم واللعاب.

ويتغذى العث على قشور الجلد البشري بصفة أساسية، وينمو على نحو أفضل في درجة حرارة 24 تقريبا ورطوبة الهواء العالية، ما يجعل الأسرّة الموطن المثالي بالنسبة له.

ووفقا لعمر وحالة المرتبة وأغطية السرير، قد يصل إلى 1.5 مليون عث موجودة في السرير، كما يستوطن العث السجاد والمفروشات والستائر.

وشدد اختصاصي الحساسية الألماني البروفيسور توماس فوكس على أن العث في حد ذاته ليس المشكلة؛ حيث إنه لا يطلق المواد المسببة للحساسية إلا بعد أن يموت ويتعفن، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في فضلات العث، التي تحتوي على معظم المواد المسببة للحساسية.

وتتحلل الفضلات بمجرد جفافها إلى جسيمات دقيقة متراكمة في مواقع تعشيش العث وتتصل بغبار المنزل. وينطبق الأمر ذاته على أجسام العث المتحللة. ويثور خليط الغبار الناتج عن ذلك وتنتشر المواد المسببة لحساسية العث في هواء الغرفة، ويتم استنشاقها وقد تترسّب في الأغشية المخاطية للمسالك التنفسية والعينين.

وأوضحت عالمة الأحياء الألمانية آنيا شفالفينبيرغ، أن معظم الأشخاص يتغلبون على ذلك دون أي مشكلات، في حين يصاب البعض برد فعل مناعي مفرط تجاه مادة غير ضارة في الغالب.

وأردف تسوبربير أن حساسية غبار المنزل عبارة عن حساسية ناجمة عن الاستنشاق، وهي من النوع الفوري، أي أنها تحدث بعد التعرض للمُسبب بدقائق معدودة. وتتمثل أعراض الحساسية في التهابات وتهيج الأغشية المخاطية ورشح مستمر ونوبات عطس وزيادة إفرازات الدموع وضيق التنفس.

عادة ما تزداد حدة أعراض الحساسية ليلا وصباحا بعد الاستيقاظ؛ نظرا إلى أن الكثير من العث يكمن في السرير، كما ينتشر الغبار المُحمل بفضلات العث فوق السرير بمسافة 20 سنتيمترا. 

وشدد فوكس على ضرورة التأكد من الإصابة بحساسية غبار المنزل من خلال القيام ببعض الفحوصات لدى اختصاصي الحساسية؛ حيث إن عدم علاجها قد يتسبب في عواقب وخيمة، مثل الإصابة بالربو.

وكخطوة أولى يمكن القيام باختبار وخز الجلد، وذلك للكشف عن مسببات حساسية غبار المنزل الكامنة تحت الجلد، والتي قد تتسبب في تكوّن بثور. أما إذا كانت النتيجة غير واضحة، فيمكن إجراء فحص دم واختبار الاستثارة، وفيه يتم وضع المادة المسببة للحساسية المراد فحصها على الأغشية المخاطية في الأنف أو العين مباشرة.

هناك ثلاث طرق للعلاج؛ أولاها مضادات التحسس وربما العقاقير المضادة للالتهابات، مثل الكورتيزون، والتي تسهم في تخفيف حدة الأعراض.

ويتمثل العنصر الثاني في تجنب الاتصال بمسببات الحساسية، والذي يعدّ أحد العوامل المهمة، التي قد تتطلب بعض التغييرات، لاسيما في غرفة النوم.

 وتشكل المرتبة أهم مسبب ينبغي تجنبه، وذلك من خلال تغطيتها بالكامل بكسوة مقاومة للحساسية. كما يمكن تطبيق ذلك أيضا على المفارش والوسائد أيضا.

وبدلا من ذلك، يمكن غسل المفارش والوسائد بانتظام في درجة حرارة 60 درجة كحدّ أدنى، بالإضافة إلى التخلص من العناصر، التي يتراكم عليها الغبار، مع مراعاة تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية ومسحها بالماء باستمرار.

أما العنصر الثالث من العلاج فهو العلاج السببي أو العلاج المناعي لمسببات الحساسية، وذلك من خلال حقن مسبب الحساسية للمريض من خلال جرعات متزايدة ببطء لفترة تتراوح بين 3 و5 سنوات من خلال التطعيم عن طريق الفم.

ويهدف هذا العلاج، الذي يوصى به في حالات الحساسية الشديدة، إلى إزالة تحسس الجهاز المناعي تجاه المسبب.

اختيار المحررين