يوميات عيادة

06:56 - 2021-05-10
طالب المحسن

ثور هائج

ثور هائج تمكن من قطع الحبل في حوض السيارة وقفز الى الشارع، مر على محل القصاب الذي كان يمسح سكينه بصوف الخروف،  دخل القصاب مسرعا تاركا الخروف يهرب معية الثور، انقلب صندوق مليء بالدجاج وراحت تتقافز على الاسفلت، كلاب أتت من الازقة تشارك في هذا المهرجان، حصان يصهل يجر عربة دون حوذي، إنزلق حوض الاسماك الحية ورحن يلبطن على قارعة الطريق، الناس دخلت المحلات واغلقت الابواب، نسوة دخلن العمارة، بل صعدن مسرعات مع اطفالهن الى الطوابق العليا، فرغ الشارع تماما الا من حيوانات مختلفة تصول وتجول، غصت عيادتي بنسوة واطفال و من غرفتي كنت أستمع لاحاديثهن الصاخبة عن حيوانات احتلت الشارع بأكمله.

يد

بالكاد أهتدت أم عامر وبمساعدة ابنها للجلوس على الكرسي . سألتها ان كانت قد
فقدتْ البصر حديثا، قالت : انا عمياء منذ الولادة
تزوجتُ وأنجبتُ خمسة ابناء، ثلاثة أولاد وأبنتين وهذا عامر اكبرهم.
قلت لها : الله يكون بعونك
قالت : ماذا اقول لك ، يكفي أن أذكر حين كانوا صغارا لا أنام أبدا، كنت أمرر يدي على رأس عامر حتى قدميه ثم بقية اخوته وأخواته خوفا من حشرة قد تصعد على أجسادهم لأننا ننام على الأرض، وأكرر هذا السلوك حتى ينهكُ جسدي ويأخذني النوم، هذا حالي حتى كبروا، انا أطبخ وانظف البيت، كل شيء فعلته بيدي هذه (رفعتْ يدها اليمنى) والأن أعاني من خدر فيها يمنعني من مسك الاشياء والنوم. 
قال عامر وهو شاب في العشرين من عمره : لحد الان يا دكتور حين ينتابني ألأرق،  اطلب من أمي أن تمرر يدها على جسدي فأنام.
مسكتُ يدها لفحصها ولا أدري كيف سحبتها، قبلتها ووضعتها على جبيني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين