الإمتحانات تحت درجة الغليان

07:48 - 2022-08-03
حسين علي الحمداني

الداعي نيوز / مقالات 

في كل سنة من السنوات الأخيرة تبرز عدد من الشكاوى عن توقيت إمتحانات نهاية العام الدراسي للمرحلة الإعدادية بكافة فروعها خاصة وإنها تتزامن مع موجات الحر الشديدة والتي تصل إلى أكثر من خمسين درجة في ظل ضعف الخدمات التي من الممكن أن تقدم داخل المراكز الإمتحانية ،خاصة وإن هذه السنة عمدت وزارة التربية على توزيع الماء غير مبرد للمراكز الإمتحانية دفعة واحدة على أن يتولى المدير تبريده يوميا وهي مهمة أكبر من طاقة مدير المركز الذي كان في السابق يتفق مع محلات بيع الماء لتجهيزه به مبردا صباح كل يوم امتحاني.
بالعودة إلى  تزامن الإمتحانات مع الأجواء الحارة في تموز تؤكده وزارة التربية إنها تنتظر أن تنتهي الجامعات من إمتحاناتها كي تستثمر بنايات الجامعات لامتحانات المرحلة الإعدادية وهذا يعني إن وزارة التربية تربط ذلك بوزارة أخرى وهو الأمر الذي يؤخر الإمتحانات كثيرا وبتوقيت غير مناسب لا صحيا ولا نفسيا للطلبة وحتى الكوادر التدريسية التي تكلف بإدارة ومراقبة المراكز الإمتحانية حيث إنها تُحرم من التمتع بالعطلة الصيفية وتتقيد بأوامر المراقبة.ويؤشر لحالة إن وزارة التربية تعترف بإن بناياتها غير صالحة للامتحانات تجري في اسبوعين  بالرغم من إنها صالحة لعام دراسي يمتد أشهرا كثيرة صيفا وشتاء.
 إن أداء طلبة الإعداديات امتحاناتهم في الجامعات كانت أسبابه أمنية في ظروف السنوات الماضية حيث اقتضت المصلحة العامة لهؤلاء الطلبة أن تكون امتحاناتهم في أماكن أكثر تحصينا وتحت حراسة موحدة لأكثر من مركز امتحاني داخل البناية الواحدة وهذا الأمر في حينه كان حلا نال إستحسان وقبول الطلبة وأولياء الأمور والكوادر التدريسية بسبب الظروف التي مر بها البلد في حينة والتي أوجبت أن تكون هنالك إجراءات إستنثنائية لمرحلة هي الأخرى غير طبيعية. 
وبما إننا تجاوزنا الحالة الأمنية التي كانت موجودة آنذاك وبات العراق بيئة آمنة فلماذا لا تعود وزارة التربية لأن تكون المراكز الإمتحانية للدراسة الإعدادية في ذات البنايات التابعة لوزارة التربية وهي تمثل مجموعة من المدارس الثانوية والابتدائية المؤهلة لأن تكون مراكز إمتحانية سواء في مراكز الأقضية أو مراكز المحافظات . وهذا يوفر لوزارة التربية الوقت الكافي حيث يمكن أن تبدأ الإمتحانات للدراستين المتوسطة والإعدادية بالتناوب واعتبارا من الأول من حزيران من كل عام في توقيت ثابث يحافظ على طقوس إمتحانية ظلت ثابتة في مفكرة وزارة التربية العراقية لعقود طويلة جدا خاصة وإن هذا يوفر إستقرار ذهني لدى الطلبة وفترة ما بين الدورين الأول والثاني تكون مناسبة جدا مضافا لذلك إن أجواء شهر حزيران أقل حرارة من شهري تموز وآب ،والجانب الأكثر أهمية أن تنتهي هذه الامتحانات قبل بداية شهر تموز مما يمنح الكوادر التدريسية بفرصة التمتع بالعطلة الصيفية التي هي حق من حقوق المدرس التي يتم سلبها منه بأوامر المراقبة التي يعرفها الجميع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين