عجز الحكومة عن الحلول ما أصله وما السبيل للخلاص منه ؟؟

09:59 - 2021-03-23
صلاح السعدي

لا يفتر الشيطان عاملا بأوليائه الخلص له بمدهم بالأضغان والأحقاد والكراهية ليخرجوا بشتى أساليب الإرهاب والفساد والاستبداد حتى أصبح عمله حالة طبيعية عند البعض وخصوصا عند من يتبجح بفخره بنيل شر الشيطان من أبناء طائفته ويعتبره دليلا على صحة أفكاره وعقائده المتبناة لأنه أصبح خالي الوفاض من البراهين العقلية لإثبات مضامينها المطلوبة عقليا على مستوى علني خصوصا بعد ظهور الحرية واتساع رقعتها على ارض الواقع وهي تطرق بظهورها هذا باب العقل ليبحث عن طريق نجاة حقيقي للنفس من واعز وجداني فطري وهو حب الحياة والخلود بعدل طبيعي لابد فيه من الموت فأصبح لزاما على الإنسان معرفة حياته ومقامه بعد هذه المرحلة بيقين يعيشه لا أماني بإخبار موروثة وباسم دين لا يملك للناس إلا الكنكنة والقلقلة والعنعنة , وهي أخبار محدودة عندما سمحت الحرية لإلقائها أصبحت محفوظة من قبل الناس وما عاد من مدين لها فيهم إلا القيم الطائفية المنعشة لروح العناد والتحدي الذي أصبح دين اهل الفرق والطوائف المتناحرة على السلطة ومناصبها لا لغاية حقيقية وإنما لاماني حملوها في أنفسهم وربوها بظنهم وعجرفتهم لا تختلف في مضمونها عن تلك التي في نفوس الطغاة والمستبدين الذين مازالت مرارة حقبتهم تحجب عن مذاقنا حلاوة الحرية بمن ورثهم بصفاتهم ورفع رايتهم علنا بأسمائهم أو ضمنا بأفعاله .

من رحم هذه الظروف ولدت حكومة الكاظمي الجديدة وانتظر منها اغلب الناس عملا ونتاجا يعيد للإنسان هيبته وكرامته ويمنحه فرصا حقيقية للتطور ومواكبة الأمم الإنسانية الأخرى , إلا أنها بالرغم من عدم خلوها من بعض الايجابيات والنوايا الحسنة مازالت للأسف عاجزة عن تحقيق المراد منها وخصوصا في الملف الأمني

ومن رحم هذه الظروف ولدت حكومة الكاظمي الجديدة وانتظر منها اغلب الناس عملا ونتاجا يعيد للإنسان هيبته وكرامته ويمنحه فرصا حقيقية للتطور ومواكبة الأمم الإنسانية الأخرى , إلا أنها بالرغم من عدم خلوها من بعض الايجابيات والنوايا الحسنة مازالت للأسف عاجزة عن تحقيق المراد منها وخصوصا في الملف الأمني الذي أصبح مستعصي الحل فكلما قطعت له يد ظهرت له أخرى لأنه كالإخطبوط فقد امتدت له أيادي كثيرة بعضها سائبة وبعضها يعمل بها الشيطان , وقد نرى ان ما كان سائبا منها أصبحت شائكة في مكان آخر لما نراه في واقع بعض دول الجوار وهو ليس موضوعنا تحديدا لان هناك ملفات أخرى كالفساد الإداري والمالي وغيرها مازالت الحكومة عاجزة عن حلها وبما ان هذا العجز في عدة مضامير فانه واحد ومن المؤكد ان أسبابه موحدة وقد بينا حسب وجهة نظرنا في مطلع مقالنا ان هذه الحكومة وليدة تلك القيم الطائفية التي لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها وليست الطائفية بذاتها هي العامل المجرد لعجز الحكومة عن إيجاد الحلول , لان الحكومة وليدة مجتمع فقد اجتهد الناس باختراع النظام الديمقراطي لاختيار من يمثلهم في الحكومة ولما وجدنا ان اغلب رجالات الحكومة التنفيذية أو حتى الجهة التشريعية المتمثلة في البرلمان هم أناس انتهازيون طائفيون فلا بد ان نعي إننا نعيش في مجتمع قلت فيه القيم النبيلة ولذلك اسمح لنفسي ان ارفع القدسية عن السواد لأننا نعاني من جهل عظيم علينا استئصاله من نفوسنا بان نضع يدنا على بقاياه فينا كذوات وكمجتمع وقلة هذه القيم غلبت فينا قيم اقل نبلا نراها بوضوح وبلا تستر في محافل مجتمعنا المختلفة ففي الشارع نرى كيف بعضنا لا يرحم بعض وفي الأسواق كيف نشعر بالغش والخداع في السلع ومناشئها وأسعارها وبقي أن نعيد الحالة إلى الميزان المنطقي ونقول كيف لحكومة العمل بهذا المجتمع لأنه هو مادة عملها فالموظف والضابط والوزير جميعهم من هذا المجتمع .

   نعم يجب أن نتجرأ على العيب مهما كانت قدسيته عند الناس فنحن من وجد سر العودة إلى جميل الصفات ومبدئها لا نملك سبيلا إلا إنعاش قلب أهلنا بضربات كهربائية مرجفة لأبدان قست عليها الفتن وتكالبت عليها الأحزان حتى هزلت وأصبحت مرمى الكائنات اللامرئية , فما ورثناه من أوبئة اجتماعية وأفكار وعقائد بمسمى ديني تعود بنا إلى الماضي ولا تحرك فينا نبض الحياة الإلهية الربانية وبقي أن نضع يدنا على حل واقعي اعتدنا ان نعرضه بأسلوب منطقي بعد أن نسلسل علل الوقائع السلبية فنجملها بعلة نسيان أمر الله تعالى فنجابهها بالتذكير به وبمن يمثله كانسان بلغ غاية خلقه وعرف ربه فأصبح يتكلم عنه لا بمحض خيال وماضي بل بدعوة واقعية يعرضها بين الناس بآيات ربه المعروضة كعرض السماوات والأرض ليبين لهم كيف عزم وتوكل على ربه فطريا  بعد أن تجاوز العجز بإتباع الموروث والنوم على آمال صباح قد نذهب ولا تأتي أشعته فنخسر الدارين وهو بأمره هذا مكلف ان يبلغ أهله وناسه بما عرف ويذكرهم بما تذكر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين