الداعي نيوز / مقالات

هذه الكلمات يرددها السائق وهو يمسح دموعه من الضحك. 

هذا الجو الهزلي الذي انتاب الركاب جميعا كنت سببا فيه ولأني أجلس في الكرسي الامامي قرب السائق لم استطع النوم مثل الاخرين بل بقيت منتبها على الطريق واحيانا تصدر مني تعليمات بسيطة لكن هذا السائق تمادى كثيرا ولم تنفعه نصائحي بل شاركني بقية الركاب وهم يطالبون بخفض معدل السرعة، 
احيانا ينصاع واحايين كثيرة لايهتم لتحذيراتنا لكنه قال جملة اسكتت الجميع : اخوان اني اعاني من مرض الصرع لكني اتناول العلاج لذا ارجو عدم ازعاجي لان الانفعال يسبب نوبة لي حيث تتشنج كل عضلاتي وافقد الوعي واعظ لساني هكذا، مد لسانه واطبق عليه اسنانه. 
عم السكون ولا نعرف ما نقول لكني حدثته بهدوء : لا يجب على مريض الصرع قيادة سيارة
_ لا احد يدري، اجابني بعدم اكتراث
قال الشيخ الذي يجلس خلفي : الا تخاف ان تأتيك النوبة فنموت جميعا؟
_ لا تأتي في النهار، انها تأتيني في الليل وفي البيت فقط!.
تساءلت السيدة التي تجلس خلف السائق بتعجب : ولماذا في الليل وفي البيت فقط؟.
_ لأن العائلة تستقبلني بالطلبات والمشاكل. 
خيم هدوء على الركاب مشحون بالخوف، ويبدو ان الجميع فهم الرسالة وعليهم تجنب ازعاج السائق بل بادر الشاب الذي يجلس بين الشيخ والمرأة الى سرد عشرة نكات متتابعة ثم تحدث الشيخ عن مواقف مضحكة مر بها وكذلك شاركت المرأة.
وصلنا المحافظة، دخلنا بوابة المرآب، قال الحارس الذي رفع العارضة: الحمد لله على السلامة، اظنها كانت رحلة مضحكة!!.
تعجبنا من كلام الحارس، دخلت السيارة المرآب، ركنها السائق ثم التفت نحونا وقال: صراحة انا لا اعاني من الصرع لكني فقط رغبت ان تكون رحلتنا مضحكة ومثل كل يوم.