الداعي نيوز / مقالات

هل نحتاج لوقت طويل حتى تتشكل الحكومة الجديدة؟ وهل اكتسبت القوى السياسية العراقية الخبرة من الدورات السابقة في تشكيل الحكومات؟ علينا أن نقول من المفترض أن ترى الحكومة الجديدة النور بوقت قصير جدا لأسباب عديدة، أولها إن نتائج الانتخابات لم تحدث ذلك التغيير الكبير الذي يجعل من كتلة أو كتلتين أو حتى ثلاث كتل قادرة على تشكيل الحكومة، وفق الآليات الدستورية والمقاعد التي حصلت عليها والتي تتطلب النصف زائد واحد، بل إن الأمر يحتاج لتحالفات كبيرة كما اعتدنا في الدورات السابقة.

وهذا الأمر ليس جديدا على مفاوضي القوى والأحزاب التي فازت. وبالتالي يجب أن تحضر الخبرة السياسية في اختصار الوقت وتجاوز البديهيات في العمل التفاوضي.

خاصة إن مفتاح تشكيل الحكومة العراقية وفق الدستور يبدأ من التوافق على انتخاب رئيس البرلمان ونوابه، مرورا بانتخاب رئيس الجمهورية الذي يحتاج لثلثي أصوات النواب، وهو الأمر الذي كان في السابق يحتاج لوقت طويل جدا، لكننا نجد في هذه الدورة إلى اختصار الوقت بحكم العرف السياسي السائد في اختيار من يشغل هذين المنصبين والسبب غياب كتلة واحدة لها أغلبية في البرلمان، مما يعني أن يتم تجميع عدد من الكتل والأحزاب وصولا للغاية وهو الأمر ذاته الذي حصل في كل الدورات السابقة، ما يعني أن الآليات نفسها ستستخدم مجددا وفق مقاعد كل حزب أو كتلة.

المواطن العراقي يأمل ألا يشهد العراق أزمات وتصعيد حتى وإن كان على مستوى الإعلام بين القوى الفائزة، وإن يكون الهدوء والواقعية هما اللغة السائدة في مفاوضات تشكيل حكومة جديدة، سيكون من أولوياتها أمن المواطن وتوفير الخدمات والإصلاح على جميع مستويات السياسية والمالية والصحية وغيرها.

نحن كشعب أنجزنا واجبنا وساهمنا في نجاح الانتخابات وحكومة السيد الكاظمي أوفت بوعدها وأنجزت الانتخابات، بطريقة أشادت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، وعلى القوى السياسية أن تترجم هذه الإنجازات عبر سرعة تشكيل الحكومة والعبور بالعراق لمرحلة جديدة.